الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تنأ ]

                                                          تنأ : تنأ بالمكان يتنأ : أقام وقطن . قال ثعلب : وبه سمي التانئ من ذلك ، قال ابن سيده : وهذا من أقبح الغلط إن صح عنه ، وخليق أن يصح لأنه قد ثبت في أماليه ونوادره . وفي حديث عمر : ابن السبيل أحق بالماء من التانئ عليه . أراد أن ابن السبيل ، إذا مر بركية عليها قوم يسقون منها نعمهم ، وهم مقيمون عليها ، فابن السبيل مارا أحق بالماء منهم ، يبدأ به فيسقى وظهره لأنه سائر ، وهم مقيمون ، ولا يفوتهم السقي ، ولا يعجلهم السفر والمسير . وفي حديث ابن سيرين : ليس للتانئة شيء ، يريد أن المقيمين في البلاد الذين لا ينفرون مع الغزاة ، ليس لهم في الفيء نصيب ، ويريد بالتانئة الجماعة منهم ، وإن كان اللفظ مفردا ، وإنما التأنيث أجاز إطلاقه على الجماعة . وفي الحديث : " من تنأ في أرض العجم ، فعمل نيروزهم ومهرجانهم حشر معهم " . وتنأ فهو تانئ : إذا أقام في البلد وغيره . الجوهري : وهم تناء البلد ، والاسم التناءة . وقالوا : تنا في المكان فأبدلوا فظنه قوم لغة ، وهو خطأ . الأزهري : تنخ بالمكان وتنأ ، فهو تانخ وتانئ أي : مقيم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية