الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          يأيأ

                                                          يأيأ : يأيأت الرجل يأيأة ويأياء : أظهرت إلطافه . وقيل : إنما هو بأبأ ; قال : وهو الصحيح ، وقد تقدم . ويأيأ بالإبل إذا قال لها أي ليسكنها ، مقلوب منه . ويأيأ بالقوم : دعاهم .

                                                          واليؤيؤ : طائر يشبه الباشق من الجوارح ، والجمع اليآيء ، وجاء في الشعر اليآئي . قال الحسن بن هانئ في طردياته :


                                                          قد أغتدي والليل في دجاه كطرة البرد على مثناه     بيؤيؤ يعجب من رآه
                                                          ما في اليآئي يؤيؤ شرواه



                                                          قال ابن بري : كأن قياسه عنده اليآيء ، إلا أن الشاعر قدم الهمزة على الياء . قال : ويمكن أن يكون هذا البيت لبعض العرب ، فادعاه أبو نواس . قال عبد الله محمد بن مكرم : ما أعلم مستند الشيخ أبي محمد بن بري في قوله عن الحسن بن هانئ ، في هذا البيت . ويمكن أن يكون هذا البيت لبعض العرب ، فادعاه أبو نواس . وهو وإن لم يكن استشهد بشعره ، لا يخفى عن الشيخ أبي محمد ، ولا غيره ، مكانته من العلم والنظم ، ولو لم يكن له من البديع الغريب الحسن العجيب إلا أرجوزته التي هي :


                                                          وبلدة فيها زور

                                                          لكان في ذلك أدل دليل على نبله وفضله . وقد شرحها ابن جني - رحمه الله - وقال في شرحها ، من تقريظ أبي نواس وتفضيله ووصفه بمعرفة لغات العرب وأيامها ومآثرها ومثالبها ووقائعها ، وتفرده بفنون الشعر العشرة المحتوية على فنونه ، ما لم يقله في غيره . وقال في هذا الشرح أيضا : لولا ما غلب عليه من الهزل لاستشهد بكلامه في التفسير ، اللهم إلا إن كان الشيخ أبو محمد قال ذلك ليبعث على زيادة الأنس بالاستشهاد به ، إذا وقع الشك فيه أنه لبعض العرب ، وأبو نواس كان في نفسه وأنفس الناس أرفع من ذلك وأصلف .

                                                          أبو عمرو : اليؤيؤ : رأس المكحلة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية