الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ( فصل ) : الملاحدة خمس طوائف في توحيد المعرفة والإثبات .

      والملاحدة في توحيد المعرفة والإثبات فرق كثيرة وأشياع متفرقة ، ولكن رءوسهم خمس طوائف :

      الأولى سلبية محضا ، يثبتون إثباتا هو عين النفي ، ويصفون الباري - تعالى - بصفات العدم المحض الذي ليس هو بشيء البتة ، وليس له عندهم حقيقة غير أنهم يقولون هو موجود ، لا داخل العالم ولا خارجا عنه ، ولا مباينا له ولا محايثا ، وليس على العرش ولا غيره ، ولا يثبتون له ذاتا ولا اسما ، ولا صفة ولا فعلا ، بل ذلك عندهم هو عين الشرك ، وهذا هو الذي صرح به غلاة الجهمية ، وقد كان قدماؤهم يتحاشون عنه ويتسترون منه ، وكان السلف من أئمة الحديث يتفرسون [ ص: 370 ] فيهم ذلك ، وأنهم يبطنونه ولا يبوحون به ، وقد قدمنا عن جماعة من السلف قولهم في الجهمية : إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله يعبد ، ويقول بعضهم : إنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء ، ولكنه لم يصرح بذلك ويظهره إلا ابن سينا صاحب الإشارات تلميذ الفارابي ، وهو منسوب إلى أرسطو اليوناني ، وهو يرجع إلى مذهب الدهرية الطبائعية في المعنى ، وهو الذي نصره الملحد الكبير نصير الشرك الطواسي وأشباهه ، قبحهم الله - تعالى .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية