الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون في معنى الآية ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنها العلامة ، فمعنى آية: علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها ، والذي بعدها ، قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      ألا أبلغ لديك بني تميم بآية ما يحبون الطعاما



                                                                                                                                                                                                                                      وقال النابغة:


                                                                                                                                                                                                                                      توهمت آيات لها فعرفتها     لستة أعوام وذا العام سابع



                                                                                                                                                                                                                                      وهذا اختيار أبي عبيد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها سميت آية ، لأنها جماعة حروف من القرآن ، وطائفة منه . قال أبو عمرو الشيباني: يقال: خرج القوم بآياتهم ، أي: بجماعتهم . وأنشدوا:


                                                                                                                                                                                                                                      خرجنا من النقبين لا حي مثلنا     بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 72 ] . والثالث: أنها سميت آية ، لأنها عجب ، وذلك أن قارئها يستدل إذا قرأها على مباينتها كلام المخلوقين ، وهذا كما تقول: فلان آية من الآيات; أي: عجب من العجائب . ذكره ابن الأنباري .

                                                                                                                                                                                                                                      في المراد بهذه الآيات أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: آيات الكتب التي تتلى . والثاني: معجزات الأنبياء ، . والثالث: القرآن . والرابع: دلائل الله في مصنوعاته . وأصحاب النار: سكانها ، سموا أصحابا ، لصحبتهم إياها بالملازمة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية