الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون .

                                                                                                                                                                                                                                      إسرائيل: هو يعقوب ، وهو اسم أعجمي . قال ابن عباس: ومعناه: عبد الله . وقد لفظت به العرب على أوجه ، فقالت: إسرائل ، وإسرال ، وإسرائيل ، وإسرائين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أمية:


                                                                                                                                                                                                                                      إنني زارد الحديد على النا س دروعا سوابغ الأذيال     لا أرى من يعينني في حياتي
                                                                                                                                                                                                                                      غير نفسي إلا بني إسرال



                                                                                                                                                                                                                                      وقال أعرابي صاد ضبا ، فأتى به أهله:


                                                                                                                                                                                                                                      يقول أهل السوق لما جينا:     هذا ورب البيت إسرائينا



                                                                                                                                                                                                                                      أراد: هذا مما مسخ من بني إسرائيل .

                                                                                                                                                                                                                                      والنعمة: المنة ، مثلها: النعماء . والنعمة ، بفتح النون: التنعم ، وأراد بالنعمة: النعم فوحدها ، لأنهم يكتفون بالواحد من الجميع ، كقوله تعالى: والملائكة بعد ذلك ظهير التحريم: أي: ظهراء .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي المراد بهذه النعمة ثلاثة أقوال . أحدها: أنها ما استوعدهم من التوراة التي [ ص: 73 ] فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عباس . والثاني: أنها ما أنعم به على آبائهم وأجدادهم إذ أنجاهم من آل فرعون ، وأهلك عدوهم ، وأعطاهم التوراة ، ونحو ذلك ، قاله الحسن والزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      وإنما من عليهم بما أعطى آباءهم ، لأن فخر الآباء فخر للأبناء ، وعار الآباء عار على الأبناء .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنها جمع نعمة على تصريف الأحوال .

                                                                                                                                                                                                                                      والمراد من ذكرها: شكرها ، إذ من لم يشكر فما ذكر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية