الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثدن ]

                                                          ثدن : ثدن اللحم بالكسر : تغيرت رائحته . والثدن : الرجل الكثير اللحم ، وكذلك المثدن - بالتشديد - قال ابن الزبير : يفضل محمد بن مروان على عبد العزيز :


                                                          لا تجعلن مثدنا ذا سرة ضخما سرادقه وطيء المركب     كأغر يتخذ السيوف سرادقا
                                                          يمشي برائشه كمشي الأنكب

                                                          وثدن الرجل ثدنا : كثر لحمه وثقل . ورجل مثدن : كثير اللحم مسترخ ; قال :


                                                          فازت حليلة نودل بهبنقع     رخو العظام مثدن عبل الشوى

                                                          وقد ثدن تثدينا . وامرأة مثدنة : لحيمة في سماجة ، وقيل : مسمنة ; وبه فسر ابن الأعرابي قول الشاعر :


                                                          لا أحب المثدنات اللواتي     في المصانيع لا ينين اطلاعا

                                                          قال ابن سيده : وقال كراع : إن الثاء في مثدن بدل من الفاء في مفدن ، مشتق من الفدن ، وهو القصر ، قال : وهذا ضعيف لأنا لم نسمع مفدنا ، وقال : قال ابن جني هو من الثندوة ، مقلوب منه . قال : وهذا ليس بشيء . وامرأة ثدنة : ناقصة الخلق عنه . وفي حديث علي - رضي الله عنه أنه ذكر الخوارج فقال : فيهم رجل مثدن اليد أي تشبه يده ثدي المرأة ، كأنه كان في الأصل مثند اليد فقلب ، وفي التهذيب والنهاية : مثدون اليد أي صغير اليد مجتمعها ، وقال أبو عبيد : إن كان كما قيل : إنه من الثندوة تشبيها له به في القصر والاجتماع ، فالقياس أن يقال : مثند ، إلا أن يكون مقلوبا ، وفي رواية : مثدن اليد ; قال ابن بري : مثدن اسم المفعول من أثدنت الشيء إذا قصرته . والمثدن والمثدون : الناقص الخلق ، وقيل : مثدن اليد معناه مخدج اليد ، ويروى : موتن اليد - بالتاء - من أيتنت المرأة إذا ولدت يتنا وهو أن تخرج رجلا الولد في الأول ، وقيل : المثدن مقلوب ثند ، يريد أنه يشبه ثندوة الثدي ، وهي رأسه ، فقدم الدال على النون مثل جذب وجبذ ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية