الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثدي ]

                                                          ثدي : الثدي : ثدي المرأة ، وفي المحكم وغيره : الثدي معروف ، يذكر ويؤنث ، وهو للمرأة والرجل أيضا ، وجمعه أثد وثدي على فعول وثدي أيضا بكسر الثاء لما بعدها من الكسر فأما ; قوله :


                                                          وأصبحت النساء مسلبات لهن الويل يمددن الثدينا

                                                          فإنه كالغلط وقد يجوز أن يريد الثديا فأبدل النون من الياء للقافية . وذو الثدية : رجل ، أدخلوا الهاء في الثدية هاهنا ، وهو تصغير ثدي . وأما حديث علي - عليه السلام - في الخوارج : في ذي الثدية المقتول بالنهروان ، فإن أبا عبيد حكى عن الفراء أنه قال : إنما قيل ذو الثدية بالهاء هي تصغير ثدي ; قال الجوهري : ذو الثدية لقب رجل اسمه ثرملة ، فمن قال في الثدي : إنه مذكر يقول : إنما أدخلوا الهاء في التصغير لأن معناه اليد ، وذلك أن يده كانت قصيرة مقدار الثدي ، يدل على ذلك أنهم يقولون فيه ذو اليدية وذو الثدية جميعا ، وإنما أدخل فيه الهاء ، وقيل : ذو الثدية وإن كان الثدي مذكرا لأنها كأنها بقية ثدي قد ذهب أكثره ، فقللها كما يقال لحيمة وشحيمة ، فأنثها على هذا التأويل ، وقيل : كأنه أراد قطعة من ثدي ، وقيل : هو تصغير الثندوة ، بحذف النون ; لأنها من تركيب الثدي ، وانقلاب الياء فيها واوا لضمة ما قبلها ، ولم يضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق . وقال الفراء عن بعضهم : إنما هو ذو اليدية ، قال : ولا أرى الأصل كان إلا هذا ، ولكن الأحاديث تتابعت بالثاء . وامرأة ثدياء : عظيمة الثديين ، وهي فعلاء لا أفعل لها ; لأن هذا لا يكون في الرجال ، ولا يقال رجل أثدى . ويقال : ثدي يثدى إذا ابتل . وقد ثداه يثدوه ويثديه إذا بله . وثداه إذا غذاه . والثداء مثل المكاء : نبت ، وقيل : نبت في البادية يقال له المصاص والمصاخ ، وعلى أصله قشور كثيرة تتقد بها النار ، الواحدة ثداءة ; قال أبو منصور : ويقال له بالفارسية بهراه دايزاد ; وأنشد ابن بري لراجز :


                                                          كأنما ثداؤه المخروف     وقد رمى أنصافه الجفوف
                                                          [ ص: 13 ] ركب أرادوا حلة وقوف

                                                          شبه أعلاه وقد جف بالركب ، وشبه أسافله الخضر بالإبل لخضرتها . وثديت الأرض : كسديت . حكاها يعقوب وزعم أنها بدل من سين سديت ، قال : وهذا ليس بمعروف ، قال : ثم قلبوا فقالوا : ثدئت ، مهموز من الثأد ، وهو الثرى ; قال ابن سيده : وهذا منه سهو واختلاط وإن كان إنما حكاه عن الجرمي ، وأبو عمر يجل عن هذا الذي حكاه يعقوب إلا أن يعني بالجرمي غيره . قال ثعلب : الثندوة - بفتح أولها غير مهموز - مثال الترقوة والعرقوة على فعلوة ، وهي مغرز الثدي ، فإذا ضممت همزت ، وهي فعللة ، قال أبو عبيدة : وكان رؤبة يهمز الثندوة وسئة القوس ، قال : والعرب لا تهمز واحدا منهما ، وفي المعتل بالألف : الثدواء معروف موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية