قوله : والكاظمين يجوز فيه الجر والنصب على ما تقدم فيما قبله . والكظم : الحبس . كظم غيظه أي : حبسه وكظم القربة والسقاء : إذا شد فمويهما مانعا من خروج ما فيهما ، ومنه : الكظام لسير تشد به القربة والسقاء كذلك . والكظم في الأصل : مخرج النفس ، يقال : أخذ بكظمه أي : مخرج نفسه . الكظوم : احتباس النفس ، ويعبر به عن السكون كقولهم : "فلان لا يتنفس " . والمكظوم : الممتلئ غيظا وكأنه لغيظه لا يستطيع أن يتكلم ولا يخرج نفسه ، والكظيم : الممتلئ أسفا ، قال أبو طالب :
1428 - فحضضت قومي واحتسبت قتالهم والقوم من خوف المنايا كظم
وكظم البعير : إذا ترك الاجترار من ذلك ، ومنه قول الراعي :
1429 - وأفضن بعد كظومهن بجرة من ذي الأباطح إذ رعين حقيلا
[ ص: 396 ] والحقيل : نبت ، وقيل : موضع ، فعلى الأول هو مفعول به وعلى الثاني هو ظرف ، ويكون قد شذ عدم جره بـ "في " لأنه ظرف مكان مختص ، ويكون المفعول محذوفا أي : إذ رعين الكلأ في حقيل ، ولا تقطع الإبل جرتها إلا عند الفزع ، ومنه قول يصف رجلا يكثر نحر الإبل : أعشى باهلة
1430 - قد تكظم البزل منه حين تبصره حتى تقطع في أجوافها الجرر
والجرر جمع جرة . و الكظامة : حلقة من حديد تكون في طرف الميزان تجمع فيها خيوطه ، وهي أيضا السير الذي يوصل بوتر القوس ، والكظائم : خروق بين اليدين يجري منها الماء إلى الأخرى ، كل ذلك تشبيها بمجرى النفس .