شهادة فعل الجهاد غافل ثم مناسككم والباطل
وضمن الداني منه المقنعا وباطل من قبل ما كانوا معا
أما "شهادة" ففي "البقرة": ومن أظلم ممن كتم شهادة ولا تكتموا الشهادة ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها كما مثل، ونحو: لشهادتنا أحق من شهادتهما .
وأما أفعال "الجهاد" ففي "البقرة": إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله ، ووقع ماضيا ومضارعا وأمرا مجردا من الضمير البارز ومتصلا به نحو: وجاهد في سبيل الله يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم جاهد الكفار والمنافقين وجاهدوا في الله حق جهاده .
وأثبتوا الألف في كلمة "هاجروا" حيث وقعت كما ذكره في "التنزيل"، وأما "غافل" في البقرة. وما الله بغافل عما تعملون أفتطمعون ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع نحو: ولا تحسبن الله غافلا ، وهذا بناء على أن التنوع يكون بتنوين المنصوب.
وأما "مناسككم" ففي "البقرة": فإذا قضيتم مناسككم ، ولا يندرج فيه "مناسكنا"، وألفه ثابتة.
وأما "الباطل" ففي "البقرة": ولا تلبسوا الحق بالباطل ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع نحو: وباطل ما كانوا .
ثم أخبر في البيت الثاني أن ضمن وأودع كتابه "المقنع" من لفظ "الباطل" لفظين فقط بالحذف وهما: وباطل ما كانوا يعملون في الأعراف وهود، وأما ما لم يذكره أبا عمرو الداني فهو ثابت عنده بمقتضى القاعدة الآتية عنه في قول الناظم: "ووزن فعال وفاعل ثبت"، والعمل عندنا على الحذف في "شهادة" وفي أفعال "الجهاد"، و: "غافل" و: "مناسككم" حيث وقعت، وكذا "باطل" حيث وقع. أبو عمرو الداني،
تنبيه: ظاهر قول الناظم: فعل "الجهاد" أن الاسم لا تحذف ألفه مع أن نص في "التنزيل" على حذف "جهادا" الواقع في الممتحنة في قوله تعالى: أبا داود إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي [ ص: 68 ] وأطلق الناظم في عمدة البيان الحذف في "جهادا" المنصوب، فشمل الذي في "الفرقان" وهو: جهادا كبيرا ، والعمل عندنا على حذف الذي في الممتحنة وإثبات ما عداه، والألفاظ الخمسة التي في البيت الأول بالرفع معطوفة كالتي قبلها بحذف العاطف إلا الأخيرين، قوله: "المقنعا"، وقوله: و: "باطل" مفعولان "ضمن"، وقوله: "ما كانوا" مقصود لفظه أضيف إليه "قبل"، و: "معا" حال من "باطل" بتقدير مضاف قبل باطل، أي: كلمتي باطل معا.