الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (254) قوله تعالى: أنفقوا : مفعوله محذوف، تقديره: شيئا مما رزقناكم فعلى هذا "مما رزقناكم" متعلق بمحذوف في الأصل لوقوعه صفة لذلك المفعول، وإن لم تقدر مفعولا محذوفا فتكون متعلقة بنفس الفعل. و "ما" يجوز أن تكون بمعنى الذي، والعائد محذوف أي: رزقناكموه، وأن تكون مصدرية فلا حاجة إلى عائد، ولكن الرزق المراد به المصدر لا ينفق، فالمراد به اسم المفعول، وأن تكون نكرة موصوفة وقد تقدم تحقيق هذا عند قوله: "ومما رزقناهم ينفقون".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "من قبل" متعلق أيضا بأنفقوا، وجاز تعلق حرفين بلفظ واحد بفعل واحد لاختلافهما معنى; فإن الأولى للتبعيض والثانية لابتداء الغاية، و "أن يأتي" في محل جر بإضافة "قبل" إليه أي: من قبل إتيانه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: "لا بيع فيه ولا خلة" إلى آخره: الجملة المنفية صفة لـ "يوم" فمحلها الرفع. وقرأ "بيع" وما بعده مرفوعا منونا نافع والكوفيون وابن عامر، وبالفتح أبو عمرو وابن كثير، وتوجيه ذلك، مذكور في قوله: "فلا رفث ولا فسوق" فلينظر ثمة.

                                                                                                                                                                                                                                      والخلة: الصداقة كأنها تتخلل الأعضاء، أي: تدخل خلالها، أي وسطها.

                                                                                                                                                                                                                                      والخلة: الصديق نفسه، قال:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 539 ]

                                                                                                                                                                                                                                      1030 - وكان لها في سالف الدهر خلة يسارق بالطرف الخباء المسترا

                                                                                                                                                                                                                                      وكأنه من إطلاق المصدر على العين مبالغة، أو على حذف مضاف، أي: كان لها ذو خلة. والخليل: الصديق لمداخلته إياك، ويصلح أن يكون بمعنى فاعل أو مفعول، وجمعه "خلان"، وفعلان جمع فعيل نقل في الصفات، وإنما يكثر في الجوامد نحو: "رغفان". وقوله: "هم الظالمون" يجوز أن يكون "هم" فصلا أو مبتدأ وما بعده خبر، والجملة خبر الأول.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية