الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3501 [ 1355 ] وعن أبي سعيد الخدري: أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أي الناس أفضل؟ فقال: رجل مجاهد في سبيل الله بماله ونفسه. قال: ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب، يعبد الله ويدع الناس من شره .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 37 )، والبخاري (2786)، ومسلم (1888) (122)، وأبو داود (2485)، والترمذي (1660)، والنسائي ( 6 \ 11 )، وابن ماجه (3978).

                                                                                              [ ص: 722 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 722 ] وقوله : ( أي الناس أفضل ؟ ) أي : أي الناس المجاهدين؟ بدليل أنه أجابه بقوله : ( رجل مجاهد بنفسه وماله ) . ثم ذكر بعده من جاهد نفسه بالعزلة عن الناس ; إذ كل واحد من الرجلين مجاهد . فالأول للعدو الخارجي ، والآخر للداخلي ; الذي هو : النفس والشيطان ، فجاهدهما بقطع المألوفات ، والمستحسنات من الأهل ، والقرابات ، والأصدقاء ، والأوطان ، والشهوات المعتادات . وكل ذلك فرارا بدينه ، وخوفا عليه. وهذا هو الجهاد الأكبر ; الذي من وصل إليه فقد ظفر بالكبريت الأحمر . غير أن العزلة إنما تكون مطلوبة إذا كفى المسلمون عدوهم ، وقام بالجهاد بعضهم . فأما مع تعين الجهاد ; فليس غيره بمراد ، ولذلك بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث ببيان أفضلية الجهاد على العزلة لما قدمناه في الباب الذي قبل هذا .




                                                                                              الخدمات العلمية