الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
509 حدثنا علي بن صقر السكري البغدادي ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني قال : " ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه سبعين رجلا من الأنصار كان [ كانوا ] إذا جنهم الليل آووا إلى معلم بالمدينة ، فيبيتون يدرسون القرآن ، فإذا أصبحوا فمن كان عنده قوة أصاب من الحطب ، واستعذب من الماء ، ومن كان عنده سعة أصابوا الشاة ، فأصلحوها ، فكانت تصبح معلقة [ ص: 195 ] بحجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان فيهم خالي حرام بن ملحان ، فأتوا على حي من بني سليم ، فقال حرام لأميرهم : ألا أخبر هؤلاء أنا لسنا إياهم نريد فيخلوا وجوهنا ؟ قالوا : نعم ، فأتاهم ، فقال لهم ذلك ، فاستقبله رجل منهم برمح ، فأنفذه به ، فلما وجد حرام مس الرمح [ مسح ] في جوفه قال : الله أكبر فزت ورب الكعبة ، فانطووا عليهم ، فما بقي منهم مخبر ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجد على سرية وجده عليهم . قال أنس : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم ، فلما كان بعد ذلك أتى أبو طلحة يقول : هل لك في قاتل حرام ؟ فقال : ما باله ؟ فعل الله به وفعل ، فقال أبو طلحة : لا تفعل فقد أسلم " . لم يروه عن سليمان إلا عفان .

التالي السابق


الخدمات العلمية