الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت، والأحمق من الناس: قَلِيلُ العَقْلِ فَاسِدُ الرَّأْيِ، الذي يَأْتِي بِأعْمَالٍ لاَ مَعْنَى لها.
وقال أطباء النفس: "الحمق خلل وظيفي يتعلق بالفهم ".
الحماقة من أدواء الشعوب والأفراد وهو داء عضال، ثماره الفشل، والخذلان، و داء الحمق داء قديم، ولقد حذر العلماء من مصاحبة الأحمق، والاقتراب منه، وبينوا أن داءه ليس له علاج حتى قليل:
لكلّ داءٍ دواء يستطبُّ بهِ | إلاّ الحماقة أعيت من يداويها | |
إن حاجتنا اليوم للعقلاء وأصحاب الفطن، والذكاء، أشد من أي وقت مضى، بحكم الأحداث المتسارعة، وقلة العلماء الربانيين، ودخول الحمقى على خط الخطاب الديني.
ومن أكبر جنايات الحمقى في زماننا، أن بعضهم تصدر للتدريس، ولبس ثوب الدعاة، فأصبح يتكلم في دين الله، ويدعي أنه من الدعاة، والمصلحين، فاستغلته وسائل إعلام خبيثة، فنشر ما عنده من خبل وتخريف، مما عرض العامة لفتنة كبيرة، وغشت الناسَ فتن كقطع الليل المظلم على يدي هؤلاء الحمقى.
إن حال الأمة اليوم يحتاج لتقدم ذوي الألباب والعقول لاستلام أدوات التعبير، وأن يكون لهم حضور في وسائل الإعلام ليحدّثوا الناس عن المؤامرة الكبرى على عقيدة الأمة، وكيانها الثقافي، ووجودها الحضاري، ولأن هناك من يتكلمون بلسان أهل الدين، ولا يملكون نضجاً ولا علماً يؤهلهم لقيادة الخطاب الإسلامي، فيكونون معاول هدم لا بناء، ويفتحون جبهات ومعارك في غير مواضعها فتكون النتائج كارثية على الجميع، هؤلاء لا بد أن يصمتوا، ويخرجوا من المشهد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
لعمرك ما شيءٌ يفوتك نيله | بغبنٍ ولكن في العقول التغابن | |