الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغضب وأكره أي شخص يرفض تنفيذ طلباتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكره أي شخص يرفض تنفيذ أي شيء أطلبه، لأن الجميع عليهم تنفيذ طلباتي، وأفكر في قتل كل من يرفض الخضوع والتنفيذ غريبًا كان أو من عائلتي، أغضب كثيرًا وأبكي وأصرخ على من يرفض طلبي.

أفيدوني، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدينا وإياك لأحسن الأخلاق والأعمال.

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، والدنيا لا تمشي كما نهوى نحن البشر، بل تسير بتقدير الله تعالى الذي يعطي ويمنع، والإنسان لا يمكن أن ينال إلا ما قدر الله له، وإذا نال الإنسان كل ما تمناه فقد لذة النعم، ومن هنا كانت حكمة الشريعة في تعليمنا على حرمان مرشد، ففي رمضان نمنع من الماء والطعام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وكذلك في الحج محظورات الإحرام التي فيها منع.

وعليه ندعوك إلى تغيير ما تعودت عليه، فمن حولك لن يطيعوك دائمًا، وعليك بالتسامح مع من يعجز عن تنفيذ طلباتك، والتماس العذر له، ويتأكد الأدب والتماس العذر عندما يكون الرافض الوالدين، وليس في المنع سبب للبكاء أو الصراخ أو الغضب، ولست طفلة حتى تتصرفي بهذه الطريقة الطفولية، فعمرك 18 سنة، ويجب عليك التصرف بعقلانية وأدب، فمن في مثل سنك متزوجة وتتحمل المسؤوليات، بالإضافة أن هذه التصرفات لا تدل على قوة شخصية ورقي.

أما رغبتك في قتل من لا ينفذ طلباتك؛ فهذا قول لا يليق بفتاة، فهل تقبلين أن يقتلك من لا تنفذين طلبه؟ خاصة الأشخاص الغرباء، فهم ليسوا ملزومين بتحقيق راحتك، فكل ما يصدر منهم من خير نحوك فذلك من كرم أخلاقهم، فيجب عليك التحكم في تصرفاتك وتفكيرك وكلماتك.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر لك الوصية باحتمال من حولك، فإن قاموا بتلبية الطلبات فاشكريهم وكافئيهم، فإن لم تجدي فلا أقل من تنفيذ وصية النبي -صلى الله عليه وسلم-:(ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح، وقال صلى الله عليه وسلم: (من صُنعَ إليهِ معروفٌ فقالَ لفاعلهِ جزاكَ اللَّهُ خيرًا فقد أبلغَ في الثَّناءِ) أخرجه الترمذي والنسائي، وإذا لم تجدي بعض الطلبات فتسلحي بالوقار والصبر، واعلمي أن لله حكمة، ثم التمسي لهم الأعذار.

نسأل الله أن يوفقك ويسعدك، ويلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً