الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أسامح زوجة أخي التي آذتني كثيراً.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

لا أعرف كيف أصفي قلبي تجاه زوجة أخي، فهل هذا حرام؟ مهما حاولت أن أصفي قلبي من ناحيتها لا أستطيع، وعندما يأتي ذكرها لا أستطيع أن أمسك نفسي من ذكر أشياء سيئة فيها؛ لأنها آذتني أذى نفسياً كبيراً.

أنا كنت أحبها كثيراً، لكن بعد أذيتها النفسية لي لم أعد أحبها، فمرة تقول: أنا لا أتمنى أن يكون جسمي كجسمك، وأخوك كان أمامه نساء بمثل جسمك لكنه لم يختارهن واختارني أنا، ومرة ثانية تقول: الشعر الطويل طالما أنه خفيف ليس له حاجة، وتقول أموراً كثيرةً تكرهني فيها، هذا غير أنها طماعة، تأخذ أي شيء يكون لدينا ولا تهتم بأحد، لا أعرف أن أصفي قلبي تجاهها إطلاقاً؛ لأنها أبكتني كثيراً، ودائماً ما تحصل مشاكل بسببها، كما أن أمي لا يعجبها ما تفعله زوجة أخي هذه، كما أنها تعيب شقة أخي الآخر الذي نجهز له شقته.

أنا أكره أسلوبها ولا أستطيع أن أسامحها أو أن أصفي قلبي تجاهها إطلاقاً، لكني أخشى أن يكون هذا حراماً، وأحاول أن أبتعد عنها قدر الإمكان حتى لا أختلط بها، لكن عندما يأتي ذكرها أتضايق ولا أستطيع ضبط نفسي بقول أشياء سيئة عنها هي تفعلها بالفعل، ومرة كنت أتكلم عن التنمر وما ينتج عنه من أذى نفسي فقالت: بأنه كلام فارغ، وأن الناس التي تقتنع بهذا أناس ضعفاء.

اعذرني، لكنها سببت لي أذى نفسياً كبيراً، وأريد أن أعرف هل عدم استطاعتي تصفية قلبي تجاهها حرام؟ وإذا كان حراماً فماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل، ونحيّي هذا الوضوح في عرض ما عندك، ونسأل الله أن يُصلح حالنا وحالها وحالك، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

لا يخفى على أمثالك أن الله يقول: {من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها}، كما أن المكر السيئ لا يحيق إلَّا بأهله.

وأسلوب من حولنا قد لا يعجبنا، ولكن ذلك لا يُبرر لنا ذكرهم بالسوء، وحتى لو صدر من إنسان ما يُضايقنا؛ فالكمال هو أن نصبر ونحتسب، واعلمي أن وجود الإنسان مع الناس يلزم منه حصول أشياء تضايق الإنسان؛ ولذلك كان التوجيه العظيم بأن مَن تُخالط وتصبر خير من التي لا تُخالط ولا تصبر، وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
1) الدعاء لنفسك ولها.
2) عدم الاهتمام بكلامها، وتجنب الوقوف عند تصرفاتها.
3) تقليل فرص الاحتكاك بها ومعها.
4) العلم بأنها تعبّر عن نفسها، وأن لكل إنسان الحرية في ما يقول ويفعل، وأن عليه أن يتحمّل تبعات ونتائج أقواله وأفعاله.
5) اعلمي بأنك لست مجبرة على حبها، وقد لا تستطيعين، ولكن ليس إظهار الكره لها، ويحرم عليك ذكرها بالسوء، وقد تتحولين من مظلومة رابحة إلى ظالمة خاسرة إذا تجاوزت الحدود.
6) تذكري أن هدي السلف كان السكوت عن الأشخاص الذين لا يحبونهم، حتى لا يُعطوهم من حسناتهم أو يتحملوا من أوزارهم.
7) تذكري أن الناس أشكال وأصناف، وأننا لسنا مطالبين بتغيرهم، ولكننا ينبغي ان نداري وننصح ونتأقلم.
8) الرد على الإساءة لا شيء فيه، لقول الله: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلَّا من ظُلم}، ولكن الكمال والربح في العفو والصفح، {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}.
9) ثقي بأن السكوت عن الرد أبلغ من كل ردٍّ، وقد مدح الله الكرام بقوله: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}.
10) تسلَّحي بالصبر وتواصلي مع موقعك، ونسأل الله أن يسهّل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد والطواعية لرب العباد.

نكرر لك الشكر على التواصل. وفقك الله وسددك وثبتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً