الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا لدي أخت تبلغ من العمر 29 سنة ولكني أعتبر أنها حتى الآن لم تبلغ سن الرشد، فهي تفتقد للتركيز في كل أفعالها، ورغم متابعة العائلة لها عن كثب هاهي تقع في الخطيئة وتفقد عذريتها، كانت الصدمة قاسية جداً على أمي حتى أن كل العائلة اضطرت الى النزوح من بلدنا الصغير إلى العاصمة، وكان هذا الآلم لم يكن كافيا اكتشفنا في غضون أيام أنها أصبحت حاملا واخترنا أن نجهضها في اليوم 43، كنا نعلم أننا نتعدى حداً من حدود الله وكنا نعلم أننا لا نملك الشجاعة الكافية للمواجهة خاصة وأن أبي لا يعلم شيئاً من الأمر ويظن أن هجرتنا كانت بسبب أن أختنا واجهت مشاكل نفسية وحاولت يوما الهروب من البيت، لست أعلم إن كان هناك من قد يرغب يوما في الزواج من أختي ولكن السؤال الرهيب الذي يؤرق أمي هو ما العمل لو تقدم لخطبتها رجل، فهل سنرفضه وهل سنقول له الحقيقة أم نقوم لها بعملية جراحية ونغشه على أساس أنه لا حل لدينا، وإذا قلنا له الحقيقة ماذا سيفعل، فهل سيرضى بها وهل سيكتفي بالرفض وهل سيرفض ويفضح أمرها وأمرنا، وحينها هل سنبقى نعلن للقاصي والداني أن هذه أختنا ليست عذراء، فقد مر 3 أشهر قبل هذه الحادثة كنت طلبت فتاة للزواج (زوجتي حالياً) وكانت لها الشجاعة الكافية لتعلمني منذ أول يوم أنها كانت في السابق قد وقعت في الخطيئة وأنها تابت توبة نصوحا وندمت ندما شديداً ووعدت ربها أنها لن تغش زوج المستقبل مع حيرتها الكبيرة ورعبها مما قد تقدم عليه في صورة كان الرد سلبيا، وكنت أول من أعلنت له زوجتي هذا الأمر وكان علي أن أختار أمران دفعاني إلى أخذ القرار، أولاً كيف لي أن أرفض توبة من تاب الله عليه، فقد كنت أرى شروط التوبة مكتملة وآخرها مصارحتي بالأمر، ثانياً: اخترت أن أكسب أجر إيواء شخص آخر إلى الأمة المحمدية فقد كان هناك احتمال أن تعتبر هذه الفتاة أن توبتها إلى الله قد رفضت وأن بداية ذلك هي رفض الناس... صراحة أختي ليست كزوجتي وأنا لست كهذا الشخص الذي قد يخطب أختي وصراحة لست أرى في هذا المجتمع ما يكفي من الخير لأكون متفائلا: فما العمل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت قد تابت وحسنت توبتها فليس عليك أن تخبر وتفضح أختك، قال مالك: ليس على الولي أن يخبر بعيب وليته ولا بفاحشتها إلا العيوب الأربعة وهي: الجنون والجذام والبرص وفي الرجل الجب والعنة. وقال كذلك: لا ينبغي لمن علم لوليته فاحشة أن يخبر بها إذا خطبت. انتهى، نقله عنه في التاج والإكليل.

وقد حصل ذلك أيام عمر رضي الله عنه كما هو مخرج عنه في المصنف لابن أبي شيبة بسند صحيح وكذلك في الموطأ: أن رجلاً كان يخبر من يخطب ابنته أنها زنت، فجيء به إلى عمر فقال له: تابت، قال: نعم، فأمره أن يزوجها ولا يفضحها. وهو محقق في النفس اليماني شرح سنن السجستاني للمرادي.

وراجع الفتوى رقم: 81045

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني