الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: الخبيثات للخبيثين....

السؤال

شيوخنا الأفاضل.... قال الله تعالى فى سورة النور: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ). صدق الله العظيم.
سؤالي: ما المقصود فى الآية هل القول أم النساء؟ وإن كان المقصود النساء هل معنى ذلك أن كل من ابتلي بامرأة خبيثة أو من ابتليت برجل خبيث هل يعني ذلك أنه خبيث أيضا؟ وإن كان كذلك ألم يبتل الله سيدنا لوط عليه السلام بامرأة خبيثة وفرعون كانت زوجته سارة من المؤمنات. نرجو التفسير بأسلوب بسيط حتى تتضح المسألة وبارك الله فيكم وجزاكم كل خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قدمنا في الفتوى رقم: 33972، أن للمفسرين قولين في هذه الآية، فقيل إن الخبيثات يراد بها الأقوال الخبيثة وقيل إنها يراد بها النساء، وإذا كان المراد هو النساء فمعنى هذا أن الغالب من حال الناس ميل الخبيث للخبيثة وميل الطيب للطيبة، وقد تنخرم القاعدة أحياناً فيحصل خلاف ذلك، وليس معناها أن الطيب إذا تزوج فاجرة يكون خبيثاً والعكس كذلك.

وأما لوط وزوجة فرعون فهما منزهان عن ذلك، فلوط عليه السلام وقد وصفه الله في الآية بالصلاح فقال: .. كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ.. {التحريم:10}، وأما امرأة فرعون فقد ضربها الله مثلاً للمؤمنات، ثم إن خبث امرأة لوط لم يكن بالزنى وإنما كان بكفرها كما قال ابن عباس: والله ما بغت امرأة نبي قط ولكنهما كفرتا. كذا في تفسير ابن العربي.

هذا وننبه إلى أن زوجة فرعون اسمها آسية بنت مزاحم كما في الحديث: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. متفق عليه.

وأما سارة فهي زوجة إبراهيم وأم ابنه إسحاق عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني