الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاشتراك في الترويج للإعلانات بدفع مال قابل للربح أو خسارة كل المال

السؤال

عرض علي صديقي عملا عبر الإنترنت وهو: أن هنالك شركة إعلانات على الإنترنت تقوم بترويج إعلانات شركات أخرى. أما وظيفتي فتكمن في أن أقوم بفتح متصفح الإنترنت الخاص بي وأدخل على موقع الشركة (شركة الإعلانات) على الإنترنت؛ فتعرض لي الشركة عدة منتجات مثلا حذاء أحمر، وحذاء بشكل آخر وهكذا.
أقوم أنا باختيار أحدهما وذلك بناء على نسب مشاهدة هذا المنتج، وأقوم بدفع المال للترويج له، وأنتظر بعد أيام إما أن ينتشر الإعلان ويقوم الناس بشرائه أكثر؛ فآخذ نسبة ربح. وإما أن يخسر الإعلان؛ فأخسر معه كل مالي الذي دفعته فيه.
سؤالي يكمن في شكي إن كان ذلك حراما بحكم الرهان أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام نشر الإعلان والترويج له باشتراك مالي تبذله، وقد تغنم إن راج الإعلان، وقد تخسر ما اشتركت به إن لم يرج الإعلان. فهذا من القمار المحرم، ولا يجوز الاشتراك فيه، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة: 90}.

وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني