الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلزم الكفارة من أقسم على ترك شيء ثم فعله

السؤال

أنا فتاة أعمل في القطاع الخاص وقد تلقيت مكاملة من شخص مجهول فهمت منه أنه يتصل بخصوص وظيفة كنت قد تقدمت إليها في القطاع الحكومي وأخذ يسأل أسلئة عن الشهادات التي حصلت عليها والخبرة العملية والاسم بالكامل ثم توجه إلى أسئلة شخصية مما جعلني أشك فيه وأسئلته عن اسمه ومن هو وقال أن غرضه شريف وأقسم بالله بأن الحديث الذي دار بيني وبينه لا أحد سوف يعلم به وطلب بالمقابل مني أن أوعده أمام الله وأن أقسم ألا أخبر أحدا بالموضوع الذي يريد أن يحدثني فيه وكان بالقرب مني شخص أثق فيه وقد استمع إلى المكالمة وطلب مني أن أجايره في الحديث وأحلف وبالفعل وعدته وأقسمت بالله ألا أخبر أحد وسألني إذا أحد بالقرب مني فنكرت وقال بأنه شخص يخاف الله سبحانه وتعالى وأنه يريد أن يساعدني في الحصول على الوظيفة وفي حالة لم أحصل عليها سوف يبحث لي عن وظيفة أخرى في القطاع الحكومي وقال سوف يعاود الاتصال بي بعد أن ينظر في الموضوع وذكرني مرة أخرى بالقسم وأني لا أخبر أحدا بهذا الاتصال حتى لو تم الموضوع على خير علماً بأني لا أعرف هذا الشخص ولا أثق به وعندما سألته عني قال بأنه لا يعرفني أبداً وإنما هي صدفة الاتصال حيث استدرجني في الحديث لكي يأخذ تلك المعلومات وبعد إغلاق الخط أخبرت الشخص الذي بجانبي عما حدث وأنني لا أثق بذلك الشخص كوني أمراة وأخاف على سمعتي ونصحني بألا أتكلم معه في حال إذا أتصل مرة أخرى، لذا أرجو من فضيلتكم إفادتي بخصوص القسم الذي أديته ماذا يوجب علي؟ وهل أخطأت عندما أخبرت الشخص الذي أثق فيه بما دار في المكالمة؟ علماً بأنني أردت النصح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن أقسم على ترك شيء ثم فعل المحلوف عنه، فقد حنث وتلزمه كفارة هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإذا لم يستطع شيئاً من ذلك فصيام ثلاثة أيام، قال تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:89}.

وقد يكون الحنث في اليمين أفضل من المضي فيها، روى مسلم في صحيحه عن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حلف أحدكم على يمين فرأى خيراً منها فليكفرها وليأت الذي هو خير.

وعليه، فإنما تلزمك الكفارة بواحد من الأمور السابقة، ولست مخطئة في إخبارك الشخص الذي تثقين به طالما أنك تريدين منه النصح، بل إخبارك له في هذه الحالة هو الأفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني