نصائح للعودة إلى الالتزام واجتناب الحرام

29-7-2007 | إسلام ويب

السؤال:
سيدي شيخي الفاضل حججت السنة الماضية وقد كنت قبلها لا أترك صلاة الفجر أبدا وكنت في مركز تحفيظ أحفظ القرآن الكريم وكنت أسمع المحاضرات وأجاهد نفسي في الكثير من المعاصي وجل من لا يخطئ غير أني كنت أفضل حالاً مما أنا عليه الآن بعد أن أديت فريضة الحج تدهورت كثيراً أصبحت أتأخر عن الفجر وعدت لممارسة العادة الكريهه المسماة سرية . وأصبحت أغتاب وأكذب ليس كثيراً لكني لم أعد أبذل جهدا لترك المعاصي . مازلت أنصح من أحبهم بترك ما أفعله أنا من كذب وغيبة ونفاق ليس لأني أرائي بل لأني أخشى عليهم من صدق ولا أريدهم أن يكونوا مثلي بل أفضل لأني أتعذب دائماً بعد كل معصية خاصة بعد أن علمت بتحريم العادة الكريهة ساعدوني فقد قال لي أحدهم أن مقياس قبول الله لطاعة العبد هو أن يستمر في الأعمال الصالحة وأن يوفقه الله بترك المعاصي هل يعني هذا أنه لم يقبل حجي. تعلم أني صادفت الكثير من الفتن في حجي السنة الماضية وجاهدت نفسي وقد حدث أن أبي أصيب بعرق النساء ولم يكن يستطيع المشي إلا بصعوبة فكنت بعض الأوقات عندما نتأخر في أداء نسك معين أتبرم وأشكو وأعتقد أني كنت في وضع لا مجال فيه لإبداء التعاطف مع أبي لأني كنت أخشى أن تفوتنا بعض الشعائر أو أن نتأخر فيها مما انعكس على تصرفاتي فكنت قاسية في عدم إخفاء قلقي على أبي الذي كان يحاول ويحاول أن لا يحملنا حاله وأن يدعنا قدر الإمكان وحدثت مشاجرة صغيرة بيني وبين أختي في الحج بسبب أنها تريدنا أن نطوف من داخل المسجد الحرام وأنا رفضت وصممت أن نطوف من الصرح نفسه وقد كنت على حق لأن الصرح كان أقل ازدحاما من داخل المسجد غير أنها كانت تمسك بيدي وهي خائفة أن يحصل شيء وهي تردد أنني عنيدة وأني لا أفهم وأني على خطأ وهكذا مضى الكثير من وقت الطواف وأنا أحاول أن أمسك أعصابي كي لا أصرخ في وجه أختي وبين أختي التي ظلت تتبرم وتشكي وتغضب . هذا هو حجنا وقد صادفت الكثير الكثير الكثير وأتمنى لو تسنح لي الفرصة كي أحدثكم به كي تعينوني وتوضحوا لي ماذا حدث وإلى أين مصير حجنا. مع العلم أني وأختي الصغيرة لا نتحدث معاً منذ ما يقارب السنة ليس بسببي فقد سمعت أحد الأحاديث عن حرمة المقاطعة وبدأت أنا بالتحدث إليها واعتذرت لها غير أنها بعد مده قصيرة عادت للمقاطعة فقررت أني أنا الأخت الأكبر وأنها قليلة أدب وأني لن أبدأ حتى تأتي هي وقد ذهبت للحج ونحن على هذه الحالة وأقسم بالله أنه ليس خطئي بل كل ذلك بسببها فهي مغرورة وتريد من يسيطر عليها . هذه أنا وهذه حياتي المصغرة ماذا أفعل وما هو مصير حجي وكيف أقلع عن تلك العادة القبيحة فقد كرهت نفسي وتدهور حالي وأريد أن أعود لما كنت عليه أريد أن أعود لأتذوق حلاوة الإيمان فقد جاء أحد الأيام وتذوقتها ومازلت أتمنى أن أعود حتى صلاة الليل كنت أقيمه والصيام دائماً ارحموا من في الأرض بعلمكم وحكمتكم يرحمكم من في السماء برضوانه عليكم وعلي إن شاء الله.
أستأذنكم وجزاكم الله خير الجزاء


الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يوفقك للإقلاع عن المعاصي التي  تفعلينها، وننبهك على عدة أمور:

1ـ جاهدي نفسك في سبيل التخلص من المحرمات التي  تفعلينها، وأكثري من الدعاء والابتهال إلى الله تعالى خصوصا في الأوقات التي يظن فيها استجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل وأثناء السجود ونحوها.

2ـ العادة السرية محرمة ولها أضرار كثيرة وعلاجها يكون بعدة أمور منها: الإكثار من الصوم واختيار الرفقة الصالحة وتجديد التوبة دائما وشغل الوقت بكل نافع مفيد، وننصحك إذا كنت غير متزوجة أن تبحثي عن زوج يحصل لك به العفاف والعون على طاعة الله تعالى والبعد عن معصيته، وراجعي الفتوى رقم: 10103..

3ـ الحج لا يبطل بالخصومة والتضجر.

4ـ لا إثم عليك في شأن المخاصمة أو التضجر إذا حصلا نسيانا أو جهلا وإن كانا عمدا فعليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى.

5 ـ قبول الطاعات كلها ومن بينها الحج أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه، وقد ذكر بعض أهل العلم أن من علامات قبول الحج أن يكون الحاج بعد الحج أحسن حالا منه قبله مع الاستمرار في الازدياد من الخير.

6 ـ يحرم هجران أختك ومقاطعتها ولو كانت هي السبب في ذلك فجاهدي نفسك في شأن صلتها وزيارتها ما أمكن .

7ـ حلاوة الإيمان تحصل بعدة أمور منها الرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا إضافة إلى الإكثار من نوافل الطاعات بعد الإتيان بالفرائض.

وراجعي الفتاوى الفتاوى التالية أرقامها: 5524، 22083، 7315، 14648. 25854، 58511، 63924

والله أعلم.

www.islamweb.net