فصل منزلة الخلق
ومن منازل
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الخلق .
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29039_28753_30961وإنك لعلى خلق عظيم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس و
مجاهد : لعلى دين عظيم ، لا دين أحب إلي ولا أرضى عندي منه . وهو دين الإسلام .
وقال
الحسن رضي الله عنه : هو آداب القرآن .
وقال
قتادة : هو ما كان يأمر به من أمر الله . وينهى عنه من نهي الله . والمعنى : إنك لعلى الخلق الذي آثرك الله به في القرآن .
وفي الصحيحين : أن
nindex.php?page=showalam&ids=8859هشام بن حكيم سأل
عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : كان خلقه القرآن . فقال : لقد هممت أن أقوم ولا أسأل شيئا .
وقد جمع الله له مكارم الأخلاق في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين [ ص: 290 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد : أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق . وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية . وقد ذكر : أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لجبريل :
ما هذا ؟ قال : لا أدري حتى أسأل ، فسأل . ثم رجع إليه . فقال : إن الله يأمرك أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .
ولا ريب أن للمطاع مع الناس ثلاثة أحوال .
أحدها : أمرهم ونهيهم بما فيه مصلحتهم .
الثاني : أخذه منهم ما يبذلونه مما عليهم من الطاعة .
الثالث : أن الناس معه قسمان : موافق له موال ، ومعاد له معارض . وعليه في كل واحد من هذه واجب .
فواجبه في أمرهم ونهيهم : أن يأمر بالمعروف . وهو المعروف الذي به صلاحهم وصلاح شأنهم . وينهاهم عن ضده .
وواجبه فيما يبذلونه له من الطاعة : أن يأخذ منهم ما سهل عليهم ، وطوعت له به أنفسهم ، سماحة واختيارا . ولا يحملهم على العنت والمشقة فيفسدهم .
وواجبه عند جهل الجاهلين عليه : الإعراض عنهم . وعدم مقابلتهم بالمثل والانتقام منهم لنفسه . فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين قال
عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما : أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس . وقال
مجاهد : يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس ، مثل قبول الأعذار ، والعفو والمساهلة ، وترك الاستقصاء في البحث ، والتفتيش عن حقائق بواطنهم .
[ ص: 291 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : خذ ما عفا لك من أموالهم . وهو الفاضل عن العيال ، وذلك معنى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو .
ثم قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأمر بالعرف وهو كل معروف . وأعرفه : التوحيد . ثم حقوق العبودية وحقوق العبيد .
ثم قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأعرض عن الجاهلين يعني إذا سفه عليك الجاهل فلا تقابله بالسفه . كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وعلى هذا فليست بمنسوخة . بل يعرض عنه مع إقامة حق الله عليه . ولا ينتقم لنفسه .
وهكذا كان خلقه صلى الله عليه وسلم . قال
أنس رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980481كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا . وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980482ما مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين . فما قال لي قط : أف . ولا قال لشيء فعلته : لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله : ألا فعلت كذا ؟ متفق عليهما .
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980483أن البر : هو حسن الخلق .
وفي صحيح
مسلم عن
النواس بن سمعان رضي الله عنه قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=980484سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم ؟ فقال : البر حسن الخلق . والإثم ما حاك في صدرك . وكرهت أن يطلع عليه الناس .
[ ص: 292 ] فقابل البر بالإثم . وأخبر : أن البر حسن الخلق . والإثم : حواز الصدور . وهذا يدل على أن حسن الخلق : هو الدين كله . وهو حقائق الإيمان ، وشرائع الإسلام . ولهذا قابله بالإثم .
وفي حديث آخر
nindex.php?page=hadith&LINKID=980485البر : ما اطمأنت إليه النفس ، والإثم ما حاك في الصدر ، وقد فسر حسن الخلق بأنه البر . فدل على أن حسن الخلق : طمأنينة النفس والقلب . والإثم حواز الصدور ، وما حاك فيها ، واسترابت به . وهذا غير حسن الخلق وسوئه في عرف كثير من الناس . كما سيأتي في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980486خياركم : أحاسنكم أخلاقا .
وفي
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980487ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق . وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء . قال
الترمذي : حديث حسن صحيح .
وفيه أيضا - وصححه - عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=980488أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : تقوى الله ، وحسن الخلق . وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال : الفم والفرج .
[ ص: 293 ] وفيه أيضا عن
عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم - وصححه -
إن من أكمل المؤمنين إيمانا : أحسنهم خلقا . وخياركم : خياركم لنسائهم .
وفي الصحيح عن
عائشة عنه صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980490إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم رواه
أبو داود .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980491أنا زعيم ببيت في ربض الجنة : لمن ترك المراء وإن كان محقا . وببيت في وسط الجنة : لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وإسناده صحيح .
فجعل البيت العلوي جزاء لأعلى المقامات الثلاثة . وهي حسن الخلق . والأوسط لأوسطها . وهو ترك الكذب . والأدنى لأدناها وهو ترك المماراة ، وإن كان معه حق . ولا ريب أن حسن الخلق مشتمل على هذا كله .
وفي
الترمذي عن
جابر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980492إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقا . وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة : الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون . قالوا : يا رسول الله . قد علمنا الثرثارون والمتشدقون . فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون . الثرثار : هو كثير الكلام بغير فائدة دينية . والمتشدق :
[ ص: 294 ] المتكلم بملء فيه تفاصحا وتعاظما وتطاولا ، وإظهارا لفضله على غيره . وأصله من الفهق . وهو الامتلاء .
فَصْلٌ مَنْزِلَةُ الْخُلُقِ
وَمِنْ مَنَازِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ مَنْزِلَةُ الْخُلُقِ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29039_28753_30961وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَ
مُجَاهِدٌ : لَعَلَى دِينٍ عَظِيمٍ ، لَا دِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ وَلَا أَرْضَى عِنْدِي مِنْهُ . وَهُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هُوَ آدَابُ الْقُرْآنِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ مَا كَانَ يَأْمُرُ بِهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ . وَيَنْهَى عَنْهُ مِنْ نَهْيِ اللَّهِ . وَالْمَعْنَى : إِنَّكَ لَعَلَى الْخُلُقِ الَّذِي آثَرَكَ اللَّهُ بِهِ فِي الْقُرْآنِ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8859هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ سَأَلَ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَتْ : كَانَ خُلُقَهُ الْقُرْآنُ . فَقَالَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ وَلَا أَسْأَلَ شَيْئًا .
وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [ ص: 290 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ : أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ . وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَجْمَعُ لِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ . وَقَدْ ذُكِرَ : أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِجِبْرِيلَ :
مَا هَذَا ؟ قَالَ : لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ ، فَسَأَلَ . ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ . فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ .
وَلَا رَيْبَ أَنَّ لِلْمُطَاعِ مَعَ النَّاسِ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ .
أَحَدُهَا : أَمْرُهُمْ وَنَهْيُهُمْ بِمَا فِيهِ مَصْلَحَتُهُمْ .
الثَّانِي : أَخْذُهُ مِنْهُمْ مَا يَبْذُلُونَهُ مِمَّا عَلَيْهِمْ مِنَ الطَّاعَةِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ النَّاسَ مَعَهُ قِسْمَانِ : مُوَافِقٌ لَهُ مُوَالٍ ، وَمُعَادٍ لَهُ مُعَارِضٌ . وَعَلَيْهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ وَاجِبٌ .
فَوَاجِبُهُ فِي أَمْرِهِمْ وَنَهْيِهِمْ : أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ . وَهُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي بِهِ صَلَاحُهُمْ وَصَلَاحُ شَأْنِهِمْ . وَيَنْهَاهُمْ عَنْ ضِدِّهِ .
وَوَاجِبُهُ فِيمَا يَبْذُلُونَهُ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ : أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ مَا سَهُلَ عَلَيْهِمْ ، وَطُوِّعَتْ لَهُ بِهِ أَنْفُسُهُمْ ، سَمَاحَةً وَاخْتِيَارًا . وَلَا يَحْمِلَهُمْ عَلَى الْعَنَتِ وَالْمَشَقَّةِ فَيُفْسِدَهُمْ .
وَوَاجِبُهُ عِنْدَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَ عَلَيْهِ : الْإِعْرَاضُ عَنْهُمْ . وَعَدَمُ مُقَابَلَتِهِمْ بِالْمِثْلِ وَالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ . فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يَعْنِي خُذِ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ وَأَعْمَالِهِمْ مِنْ غَيْرِ تَخْسِيسٍ ، مِثْلَ قَبُولِ الْأَعْذَارِ ، وَالْعَفْوِ وَالْمُسَاهَلَةِ ، وَتَرْكِ الِاسْتِقْصَاءِ فِي الْبَحْثِ ، وَالتَّفْتِيشِ عَنْ حَقَائِقِ بَوَاطِنِهِمْ .
[ ص: 291 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : خُذْ مَا عَفَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ . وَهُوَ الْفَاضِلُ عَنِ الْعِيَالِ ، وَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَهُوَ كُلُّ مَعْرُوفٍ . وَأَعْرَفُهُ : التَّوْحِيدُ . ثُمَّ حُقُوقُ الْعُبُودِيَّةِ وَحُقُوقُ الْعَبِيدِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ يَعْنِي إِذَا سَفِهَ عَلَيْكَ الْجَاهِلُ فَلَا تُقَابِلْهُ بِالسَّفَهِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَعَلَى هَذَا فَلَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ . بَلْ يُعْرِضُ عَنْهُ مَعَ إِقَامَةِ حَقِّ اللَّهِ عَلَيْهِ . وَلَا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ .
وَهَكَذَا كَانَ خُلُقُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ
أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980481كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا . وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980482مَا مَسَسْتُ دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَا شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ . فَمَا قَالَ لِي قَطُّ : أُفٍّ . وَلَا قَالَ لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ : لِمَ فَعَلْتَهُ ؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ : أَلَا فَعَلْتَ كَذَا ؟ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا .
وَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980483أَنَّ الْبِرَّ : هُوَ حُسْنُ الْخُلُقِ .
وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنِ
النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980484سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ ؟ فَقَالَ : الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ . وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ . وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ .
[ ص: 292 ] فَقَابَلَ الْبِرَّ بِالْإِثْمِ . وَأَخْبَرَ : أَنَّ الْبِرَّ حُسْنُ الْخُلُقِ . وَالْإِثْمَ : حَوَازُ الصُّدُورِ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ : هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ . وَهُوَ حَقَائِقُ الْإِيمَانِ ، وَشَرَائِعُ الْإِسْلَامِ . وَلِهَذَا قَابَلَهُ بِالْإِثْمِ .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980485الْبِرُّ : مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ ، وَقَدْ فُسِّرَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِأَنَّهُ الْبِرُّ . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ : طُمَأْنِينَةُ النَّفْسِ وَالْقَلْبِ . وَالْإِثْمُ حَوَازُ الصُّدُورِ ، وَمَا حَاكَ فِيهَا ، وَاسْتَرَابَتْ بِهِ . وَهَذَا غَيْرُ حُسْنِ الْخُلُقِ وَسُوئِهِ فِي عُرْفِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ . كَمَا سَيَأْتِي فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980486خِيَارُكُمْ : أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا .
وَفِي
التِّرْمِذِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980487مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ . وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ . قَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَفِيهِ أَيْضًا - وَصَحَّحَهُ - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980488أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ فَقَالَ : تَقْوَى اللَّهِ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ . وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ ؟ فَقَالَ : الْفَمُ وَالْفَرْجُ .
[ ص: 293 ] وَفِيهِ أَيْضًا عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَحَّحَهُ -
إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا . وَخِيَارُكُمْ : خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ
عَائِشَةَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980490إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980491أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ : لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا . وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ : لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ .
فَجَعَلَ الْبَيْتَ الْعُلْوِيَّ جَزَاءً لِأَعْلَى الْمَقَامَاتِ الثَّلَاثَةِ . وَهِيَ حُسْنُ الْخُلُقِ . وَالْأَوْسَطَ لِأَوْسَطِهَا . وَهُوَ تَرْكُ الْكَذِبِ . وَالْأَدْنَى لِأَدْنَاهَا وَهُوَ تَرْكُ الْمُمَارَاةِ ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ حَقٌّ . وَلَا رَيْبَ أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ مُشْتَمِلٌ عَلَى هَذَا كُلِّهِ .
وَفِي
التِّرْمِذِيَّ عَنْ
جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980492إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا . وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدِكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ . فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ ؟ قَالَ : الْمُتَكَبِّرُونَ . الثَّرْثَارُ : هُوَ كَثِيرُ الْكَلَامِ بِغَيْرِ فَائِدَةٍ دِينِيَّةٍ . وَالْمُتَشَدِّقُ :
[ ص: 294 ] الْمُتَكَلِّمُ بِمِلْءِ فِيهِ تَفَاصُحًا وَتَعَاظُمًا وَتَطَاوُلًا ، وَإِظْهَارًا لِفَضْلِهِ عَلَى غَيْرِهِ . وَأَصْلُهُ مِنَ الْفَهْقِ . وَهُوَ الِامْتِلَاءُ .