الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              والوضوء مفتاح الصلاة وقد يطفأ به حرارة القلب الناشئة عن ألم المصائب كما يؤمر من غضب بإطفاء غضبه بالوضوء، وفسرت الكريهات بالبرد الشديد ويشهد له أن في بعض روايات حديث معاذ "إسباغ الوضوء على السبرات" والسبرة: شدة البرد، ولا ريب أن إسباغ الوضوء في شدة البرد يشق على النفس وتتألم به، وكل ما يؤلم النفس ويشق عليها فإنه كفارة للذنوب وإن لم يكن للإنسان فيه صنع ولا تسبب، كالمرض ونحوه كما دلت النصوص الكثيرة على ذلك .

                                                                                                                                                                                              وأما إن كان ناشئا عن فعل هو طاعة لله تعالى، فإنه يكتب لصاحبه به أجر وترفع به درجاته كالألم الحاصل للمجاهد في سبيل الله تعالى قال عز وجل: ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين وكذلك ألم الجوع والعطش الذي يحصل [ ص: 158 ] للصائم، فكذا التألم بإسباغ الوضوء في البرد، ويجب الصبر على الألم بذلك، فإن حصل به رضى، فذلك مقام خواص العارفين المحبين، وينشأ الرضى بذلك عن ملاحظة أمور:

                                                                                                                                                                                              أحدها: تذكر فضل الوضوء من حطه الخطايا ورفعه الدرجات، وحصول الغرة والتحجيل به وبلوغ الحلية في الجنة إلى حيث يبلغ، وهذا كما انكسر ظفر بعض الصالحات من السلف من عثرة عثرتها فضحكت وقالت: أنساني حلاوة ثوابه مرارة وجعه . وقال بعض العارفين: من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال .

                                                                                                                                                                                              الثاني: تذكر ما أعده الله عز وجل لمن عصاه من العذاب بالبرد والزمهرير في الآخرة، فإن شدة برد الدنيا يذكر زمهرير جهنم، وفي الحديث الصحيح: "إن أشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم " فملاحظة هذا الألم الموعود يهون الإحساس بألمبرد الماء كما روي عن زبيد اليامي أنه قام ليلة للتهجد وكان البرد شديدا، فلما أدخل يده في الإناء وجد شدة برده فذكر زمهرير جهنم، فلم يشعر ببرد الماء بعد ذلك، وبقيت يده في الماء حتى أصبح، فقالت له جاريته: ما لك لم تصل الليلة كما كنت تصلي؟

                                                                                                                                                                                              فقال: إني لما وجدت شدة برد الماء ذكرت زمهرير جهنم فما شعرت به حتى أصبحت، فلا تخبري بهذا أحدا ما دمت حيا .

                                                                                                                                                                                              الثالث: ملاحظة جلال من أمر بالوضوء، ومطالعة عظمته وكبريائه، وتذكر التهيؤ للقيام بين يديه ومناجاته في الصلاة، فذلك يهون كل ألم ينال العبد [ ص: 159 ] في طلب مرضاته من برد الماء وغيره ، وربما لم يشعر بالماء بالكلية، كما قال بعض العارفين: بالمعرفة هانت على العاملين العبادة قال سعيد بن عامر :

                                                                                                                                                                                              بلغني أن إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ سمع لعظامه قعقعة .

                                                                                                                                                                                              وكان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر، فيقال له: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء; فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم له؟ .

                                                                                                                                                                                              وكان منصور بن زاذان إذا فرغ من وضوئه يبكي حتى يرتفع صوته، فقيل له: ما شأنك؟ فقال: وأي شيء أعظم من شأني إني أريد أن أقوم بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم، فلعله يرضى عني .

                                                                                                                                                                                              وكان عطاء السلمي إذا فرغ من وضوئه ارتعد وانتفض وبكى بكاء شديدا . فقيل له في ذلك، فقال: إني أريد أن أتقدم إلى أمر عظيم، إني أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                              الرابع: استحضار اطلاع الله عز وجل على عبده في حال العمل له . وتحمل المشاق لأجله فمن تيقن أن البلاء بعين من يحبه هان عليه الألم كما أشار تعالى إلى ذلك بقوله عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وقوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال أبو سليمان : قرأت في بعض الكتب، يقول الله عز وجل: بعيني ما تحمل المتحملون من أجلي، وكابد المكابدون في طلب مرضاتي، فكيف بهم وقد صاروا في جواري وتبحبحوا في رياض خلدي; فهنالك فليستبشر المصفون لله أعمالهم بالمنظر العجيب من الحبيب القريب، أترون أني أضيع لهم عملا؟ فكيف وأنا أجود على المولين عني فكيف بالمقبلين إلي . [ ص: 160 ] فإسباغ الوضوء في البرد لاسيما في الليل يطلع الله عليه ويرضى به ويباهي به الملائكة، فاستحضار ذلك يهون ألم برد الماء .

                                                                                                                                                                                              وفي "المسند" و"صحيح ابن حبان " عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رجلان من أمتي، يقوم أحدهما من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الرب عز وجل للذي وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني، ما سألني عبدي هذا فهو له "وذكر بقية الحديث . وروي عن عطية عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يضحك إلى ثلاثة نفر، رجل قام من جوف الليل فأحسن الطهور فصلى" وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                                              كان بعض السلف له ورد بالليل ففتر عنه فهتف به هاتف: ينظر الله في الليل لما يصنع خدامه إذا قاموا أوحشتهم على الخدمة أحكامه .

                                                                                                                                                                                              الخامس: الاستغراق في محبة من أمر بهذه الطاعة وأنه يرضى بها ويحبها . كما قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فمن امتلأ قلبه من محبة الله عز وجل أحب ما يحبه وإن شق على النفس وتألمت به . كما يقال: المحبة تهون الأثقال . وقال بعض السلف في مرضه: أحبه إلي أحبه إليه . وكما قيل: فما لجرح إذا أرضاكم ألم [ ص: 161 ] وكما قيل أيضا:

                                                                                                                                                                                              في حبكم يهون ما قد ألقى     يسعد بالنعيم من يشقى



                                                                                                                                                                                              من خدم من يحب تلذذ بشقائه في خدمته . وقال بعضهم: القلب المحب لله يحب النصب له . وقال عبد الصمد: أو جد لهم في عذابه عذوبة .

                                                                                                                                                                                              إسباغ الوضوء على المكاره من علامات المحبين، كما في كتاب "الزهد" للإمام أحمد عن عطاء بن يسار قال: قال موسى عليه السلام: "يا رب من أهلك الذين هم أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك؟ قال: هم البريئة أبدانهم الطاهرة قلوبهم الذين يتحابون بجلالي، الذين إذا ذكرت ذكروا بي وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم، الذين يسبغون الوضوء في المكاره وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى أوكارها، ويكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس ويغضبون لمحارمي إذا استحلت، كما يغضب النمر إذا حرب " .

                                                                                                                                                                                              وقد يخرق الله العادة لبعض المحبين له فلا يجد ألم برد الماء، كما كان بعض السلف قد دعا الله أن يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء وله بخار، وربما سلب بعضهم الإحساس في الحر والبرد مطلقا، وكان علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - قد دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يذهب الله عنه الحر والبرد فكان يلبس في الصيف لباس الشتاء وفي الشتاء لباس الصيف وقال - صلى الله عليه وسلم - فيه: "إنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " . ورأى أبو سليمان الداراني في طريق الحج في شدة برد الشتاء شيخا عليه أخلاق رثة وهو يرشح عرقا فسأله عن حاله فقال: إنما الحر والبرد خلقان لله [ ص: 162 ] عز وجل، فإن أمرهما أن يغشياني أصاباني وإن أمرهما أن يتركاني تركاني . وقال: أنا في هذه البرية منذ ثلاثين سنة يلبسني في البرد فيحا من محبته ويلبسني في الصيف بردا من محبته، وقيل لآخر وعليه خرقتان في برد شديد لو استترت في موضع يكنك من البرد فأنشد:

                                                                                                                                                                                              ويحسن ظني أنني في فنائه     وهل أحد في كنه يجد البردا



                                                                                                                                                                                              السبب الثاني: من مكفرات الذنوب المشي على الأقدام إلى الجماعات وإلى الجمعات، ولاسيما إن توضأ الرجل في بيته ثم خرج إلى المسجد لا يريد بخروجه إلا الصلاة فيه،

                                                                                                                                                                                              كما في "الصحيحين " عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه، اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة" .

                                                                                                                                                                                              وفي "صحيح مسلم " عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة"، وفي "الصحيحين " عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل خطوة مشيها إلى الصلاة صدقة " . وفي "المسند" و "صحيح ابن حبان " عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا تطهر الرجل ثم أتى [ ص: 163 ] المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات " .

                                                                                                                                                                                              وفيهما أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من راح إلى مسجد جماعة فخطوتاه خطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب حسنة ذاهبا وراجعا" وفي "سنن أبي داود" عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم" وفيه أيضا عن رجل من الأنصار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة، لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله له بها حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، فليقرب أو ليبعد، فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له " والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا .

                                                                                                                                                                                              فالمشي إلى الجمعات له مزيد فضل لاسيما إن كان بعد الاغتسال كما في "السنن " عن أوس بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها" .

                                                                                                                                                                                              كلما بعد المكان الذي يمشي منه إلى المسجد كان أفضل لكثرة الخطا، وفي "صحيح مسلم" عن جابر قال: "كانت دارنا نائية عن المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقرب من المسجد، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إن لكم بكل [ ص: 164 ] خطوة حسنة" وفي "صحيح البخاري " عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم" . وفي "الصحيحين " عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم " . ومع هذا فنفس الدار القريبة من المسجد أفضل من الدار البعيدة عنه، لكن المشي من الدار البعيدة أفضل، ففي "المسند" عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "فضل الدار القريبة من المسجد على الدار البعيدة الشاسعة، كفضل الغازي على القاعد" وإسناده منقطع .

                                                                                                                                                                                              والمشي إلى المسجد أفضل من الركوب كما تقدم في حديث أوس في الجمع، ولهذا جاء في حديث معاذ ذكر المشي على الأقدام، وكاد النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج إلى الصلاة إلا ماشيا حتى العيد يخرج إلى المصلى ماشيا، فإن الآتي للمسجد زائر الله، والزيارة على الأقدام أقرب إلى الخضوع والتذلل، كما قيل:

                                                                                                                                                                                              لو جئتكم زائرا أسعى على بصري .     لم أؤد حقا وأي الحق أديت



                                                                                                                                                                                              وفي "صحيح البخاري " عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح " والنزل هو ما يعد للزائر عند قدومه . وفي الطبراني من حديث سلمان مرفوعا: "من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله تعالى وحق على المزور أن يكرم الزائر" [ ص: 165 ] وفي "صحيح مسلم " عن أبي بن كعب قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة في المسجد، قال: فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء أو في الرمضاء فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد . ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد جمع الله لك ذلك كله " . وكلما شق المشي إلى المسجد كان أفضل ولهذا فضل المشي إلى صلاة العشاء وصلاة الصبح وعدل بقيام الليل كله كما في "صحيح مسلم " عن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى العشاء في جماعة فكأن ما قام نصف الليل . ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل " . وفي"الصحيحين " عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا" .

                                                                                                                                                                                              وإنما ثقلت هاتان الصلاتان على المنافقين لأن المنافق لا ينشط للصلاة إلا إذا رآه الناس، كما قال تعالى: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا وصلاة العشاء والصبح يقعان في ظلمة فلا ينشط للمشي إليهما إلا كل مخلص يكت في برؤية الله عز وجل وحده لعلمه به،

                                                                                                                                                                                              وثواب المشي إلى الصلاة في الظلم النور التام في ظلم القيامة، كما في [ ص: 166 ] "سنن أبي داود"، والترمذي عن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " بشر المشائين في الظل إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " وخرجه ابن ماجه من حديث سهل بن سعد ، وقد روي من وجوه كثيرة . وفي بعضها زيادة "يفزع الناس ولا يفزعون " قال النخعي : وكانوا يرون أن المشي في الليلة الظلماء إلى الصلاة موجبة - يعني: توجب المغفرة .

                                                                                                                                                                                              وروينا عن الحسن قال: أهل التوحيد في النار لا يقيدون فيقول الخزنة بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء لا يقيدون، وهؤلاء يقيدون؟ فيناديهم مناد: إن هؤلاء كانوا يمشون في ظلم الليل إلى المساجد، كما أن مواضع السجود من عصاة الموحدين في النار لا تأكلها النار، فكذلك الأقدام التي تمشي إلى المساجد في الظلم لا تقيد في النار . ولا يسوي في العذاب بين من خدمه وبين من لم يخدمه وإن عذبه .


                                                                                                                                                                                              ومن كان في سخطه محسنا .     فكيف يكون إذا ما رضي



                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية