الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي انتفاخ في القولون، وأشعر بتعب وقلق، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

قبل سنة بالضبط، كان عندي تعب وكسل واكتئاب وقلق، وعندما رجعت إلى البيت أصبح عندي تسارع بضربات القلب وتنميل في القدمين، وبدأ يصعد إلى صدري، ثم إلى رأسي، وعندما ذهبت إلى المستشفى عملوا لي تخطيط قلب وتحليل سكر، وضربوا لي إبرة، فتحسّنت.

ذهبت إلى أكثر من دكتور قلب، وعملت (إيكو) وتخطيط قلب، وتحليل الغدة الدرقية، فلم يجدوا شيئًا في القلب، وبعدها ذهبت إلى دكتور نفسي، فقال لي: إنك تعاني من حالة اكتئاب وقلق نفسي، وأعطاني دواء (انفرانيل 25) و(زولوفت) و(اندرال) 50 ملغم، واستمررت عليها لمدة أربعة أشهر، وبعدها استقررت على (الانفرانيل)، فقط حبتين يوميًا، وأصبحت حالتي جيدة -والحمد لله- لمدة 11 شهرًا.

الآن عندي انتفاخ في القولون، وعندي وجع في يدي اليسرى، وكذلك في أعلى الصدر من جهة اليسار، وعندما أقيس دقات قلبي أجدها 80، وأشعر بتعب في جسمي، وكثرة نوم.

هل هذا الوجع، هو خلل في القلب أم هو القولون؟

أفيدوني؛ لأن لديّ حالة نفسية، إذا أحسست بأي وجع، أفسره على طريقتي!

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوبة التي أصابتك في شكل تسارع ضربات القلب وتنميل في القدمين، وتحسُّ أن هذا الشيء يصعد إلى صدرك ثم إلى رأسك: هذه نوبة هرع، أو ما يسمى بنوبة الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، وأنت قبلها أصلاً كنت قلقًا وتحسُّ بشيء من التعب الجسدي والنفسي، ولديك درجة من الاكتئاب.

إذًا الحالة التي أصابتك فجأة هي حالة قلق حاد، يسمى بنوبات الفزع، وهذا دائمًا ينتج عنه شيء من الوسوسة وعدم الارتياح النفسي، وقد أحسن الأخ الطبيب الذي وصف لك (الأنفرانيل) و(الزولفت) و(الإندرال)، هذه هي الأدوية المفيدة جدًّا في مثل حالتك.

موضوع القولون –أيها الفاضل الكريم–: يُسمى بالقولون العُصابي، وليس العصبي، والعُصابي يُقصد به الناتج من القلق، فإذًا هنالك ربط ما بين انتفاخ القولون وعدم الارتياح -الذي ينشأ من ذلك- وحالة القلق التي تعاني منها.

أنت ليس لديك خلل في القلب، أبدًا، الحالة حالة نفسية بسيطة، نسميها بالأعراض النفسوجسدية، أو بالتجسيد، بمعنى أن القلق والتوتر هو الذي أدى إلى هذه الأعراض.

نصيحتي لك –أيها الفاضل الكريم–: هي أن تُكثر من ممارسة الرياضة، الرياضة وُجد أنها مفيدة جدًّا، والرياضة تساعد في إفراز مواد كيميائية في الدماغ تؤدي إلى راحة النفس واستقرارها، وتزيل التعب الجسدي، هذا كلام علمي مُثبت ولا شك فيه.

في ذات الوقت نظم وقتك، وبالنسبة للأطعمة: تجنب الأطعمة التي قد تؤدي إلى إثارة القولون، وبالنسبة لكثرة النوم: اجعل نومك ليلاً مبكرًا، وحين تمارس الرياضة وتنظِّم وقتك، سوف تجد أنك لست في حاجة لأي نومٍ في أثناء النهار.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هذه الأدوية ممتازة ولا شك في ذلك، وربما يكون عقار (زولفت) لوحده كافيًا بالنسبة لك، لكن يمكنك أن تستشير طبيبك في هذا الأمر.

دقات قلبك طبيعية، كل جسمك -إن شاء الله تعالى- طبيعي.

أريدك أيضًا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هي ذات فائدة كبيرة جدًّا في مثل هذه الحالات، فارجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015)، وسوف تجد فيها توجيهات بسيطة جدًّا، لكنها مهمة ومفيدة لمن يُطبقها، وإن شاء الله -تعالى- أن تكون واحدًا منهم.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً