الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت دواء بغير التعليمات الطبية وأخشى الضرر

السؤال

السلام عليكم

لا أعلم إن كانت استشارتي طبية أم نفسية، أنا نحيفة جداً، أخذت كورتيزون hostacortin H باستشارة طبيب، وبجرعة محددة منه، وبالفعل أخذتها، وحالتى النفسية ساءت بشدة، وبعدها بأسبوعين صرت أعاني من اكتئاب حاد.

كانت تظل في الشريط كبسولتان، راودتني أفكار للانتحار والأذى، أخذتهم دون التفكير بأضرارهم، و صرت نادمة.

ما مدى الضرر الذى سيلحق بي؟ وهل سيؤدي للوفاة؟ وماذا أفعل كي أعوضه أو أخففه؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مع احترامي الشديد جدًّا لطبيبك الذي قام بوصف الكورتيزون لك، إلَّا أن الكورتيزون يُعرف عنه أنه إذا لم تكن هنالك حاجة وضرورة ماسّة له قد يؤدي إلى ارتداداتٍ وتفاعلات سلبية، ومنها الشعور بالكدر والضجر، والذي قد يتحوّل إلى اكتئابٍ في بعض الأحيان.

إذا كانت جرعة الكورتيزون صغيرة فأرجو التوقف عنه دون تدريج، أما إذا كانت الجرعة كبيرة فيجب أن يكون هنالك تدرُّج في التوقف عنه، وأنتِ ذكرتِ أنه بقي في الشريط (شريط الدواء) كبسولتان فقط، وأحسبُ أن الجرعة صغيرة ومحدودة، فيمكنك التوقف عنه مباشرة، وإذا استطعت التواصل مع طبيبك هذا أيضًا سوف يكون أمرًا جيدًا.

لن يلحق بك أي ضرر -إن شاء الله تعالى- ما دمتِ قد أوقفت هذا الدواء، وعليك فقط بأن تلجئي للوسائل الصحية لتحسين وزنك: الاهتمام بالغذاء، الاهتمام بممارسة رياضة خفيفة، الحرص على النوم الليلي المبكر، والاستيقاظ المبكر، هذا كله فيه خير كثير وكبير بالنسبة لك.

إذا كان مزاجك بالفعل منحدرا جدًّا ويُطبق عليك الاكتئاب، فبعد استشارة طبيبك يمكن تناول أحد مُحسِّنات المزاج، ومُحسِّنات الوزن مثل عقار (ريمارون) مثلاً، بجرعة 15 مليجرام، هو دواء جيد، يفتح الشهية نحو الطعام، كما أنه يُحسِّن النوم بصورة جيدة ويُحسِّن المزاج، وربما لا تحتاجين له أكثر من شهرين أو ثلاثة.

هذا مجرد اقتراح، أما إذا لجأت للوسائل الطبيعية التي تحدثنا عنها لتحسين الوزن فهذا أفضل.

ليس هنالك ما يدعوك للانتحار، الحياة طيبة وجميلة، والله يغضب على المنتحر، وليس بعد الانتحار نعيم وسعادة، والحياة جُبلت على كدرٍ، وخلق الإنسان في كبد، وهي دار ابتلاء لا دار قرار ونعيم، حتى يعلم الله المجاهدين منَّا والصابرين، وقد قال: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} مَن هم؟ {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} ما لهم؟ {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}، والله تعالى هو واهب الحياة وهو الذي يأخذها، {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنتِ مسلمة، وإن شاء الله تعالى أمامك مستقبل طيب، والذي حدث لك هو مجرد هفوة طارئة، وسوف تنتهي، أو نستطيع أن نقول أنها قد انتهت بتوقفك عن الدواء، وإن شاء الله تعالى سوف يتحسَّن مزاجك وتعودي لطبيعتك.

كل المطلوب منك هو التوقف عن الكورتيزون، وتعويض من خلال التفكير والتأمُّل والتدبُّر والاستعانة بالله تعالى في كل شيءٍ، وأن تنظري للمستقبل بإشراقٍ وأملٍ ورجاءٍ، قال تعالى: {سيجعل الله بعد عُسْرٍ يُسرى}، وقال: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرًا} ولن يغلب عُسرٍ يسرين.

وللفائدة راجعي تحريم الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً