الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقاعد المبكر للتفرغ للعبادة والعلم

السؤال

ما هو حكم التقاعد المبكر من العمل؟ أو عمل مشروع لا يحتاج الى عمل متواصل كالعقار مثلاً ؟ وذلك للتفرغ لعبادة الله سبحانه وتعالى من تلاوة للقرآن وطلب للعلم والنوافل والصيام وغير ذلك من الأعمال الصالحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فنقول ابتداء: إن مفهوم العبادة في الإسلام أشمل وأوسع من أن يقصر على بعض العبادات، فالسعي في طلب الرزق عبادة إن نوى به صاحبه الاستعانة على طاعة الله، والتعفف والاستغناء عما في أيدي الناس، والنفقة على من تحت يده كالزوجة والأولاد. وقد سئل أحد السلف عن التاجر الصدوق، أهو أحب إليك أم المتفرغ للعبادة؟ قال: التاجر الصدوق أحب إلي، لأنه في جهاد يأتيه الشيطان من طريق المكيال والميزان، ومن قبل الأخذ والعطاء فيجاهده.
ولكن من كان في كفاف من الرزق ولا يتعرض للحاجة والمسألة إن هو تقاعد فالتفرغ للعبادة حينئذ قد يكون راجحا لا سيما عند تقدم السن، وقد نقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنةً تفرغ للعبادة. قاله النووي في رياض الصالحين.
وانظر الفتوى رقم: 41315 عن اختلاف الفقهاء في أيهما أفضل هل التفرغ للعبادة أم الاشتغال بالكسب؟ ومع ذلك فلا نرى مانعا من التقاعد المبكر - وفق الشروط المعمول بها في البلد - والتفرغ للعبادة أو العمل في مشروع لا يستغرق وقتا طويلا، ويمكن معه التفرغ لقراءة القرآن وطلب العلم ونحوه مما ذكره السائل. وانظر الفتوى رقم: 57414والفتوى رقم: 63005.
والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني