الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز اتهام أحد بالسحر بدون بينة وسؤال أحد الزوجين عن ماضي الآخر

السؤال

سؤال عن الغش في الزواج والإجبار بالسحر: أنا شاب تزوجت من فتاة حيث تم تضليلي بالسحر للزواج منها عن طريق إحدى قريباتي من النساء التي فعلت ذلك بسبب المال وبعض المشاكل الفاضحة بينها وبين طليقتي، ولتبعدها عن أخيها الذي له علاقات حرام معها وتلصقها بي، وبعد أن استيقظت من السحر تبين أنني متزوج من فتاة كانت فاقدة لغشاء البكارة بسبب الحرام، وأنها على علاقات طويلة عريضة بالحرام ـ دعارة والعياذ بالله ـ
وللعلم فإنني سألت عن هذه الفتاة قبل الزواج ولكن لم يخبرني أحد عن أي شيء عنها، ولكن بعد صحوتي تبين أنها كانت ـ زانية ولوطية بالأجرة ـ ونفس الأشخاص الذين سألتهم أول مرة أخبروني بذلك، لأنهم كانوا على علاقات معها، ولكن خوفا من الله أخذت بالتأكد من هذا الكلام حتى تبين لي بالدليل القاطع صحة هذه الاتهامات لها، وذلك بمسك اليد ورؤية العين وباعترافها بذلك، وقولها افعل ما تريد فلا أحد يصدقك، والآن لا يوجد شيء أخاف منه.
فأحلت القضية إلى القضاء دون الدخول إلى هذه الأبواب أي كانت قضية شقاق ونزاع عادية بسبب بعض المشاكل العائلية، وتم الطلاق بعد جهد جهيد، وللعلم فإنني وضحت للقاضي الشرعي سبب طلاقي لها الحقيقي، وأنني أريد أن أستر عليها ولا مانع لدي من دفع مؤخر الصداق كاملا ـ أي مخافة من الله، فعندي قاعدة في هذه الحياة أن من ستره الله لا أفضحه، ولكنها قامت ببث الدعايات والأكاذيب عني وعن أهلي، واتهموني بكافة أنواع البهتان، وأنني كنت متزوجا بها عرفيا عندما كانت طالبة جامعية، وأنني أصورها بفيديو خليع وأوزعه وشهروا بسمعتي بكل أنواع القذارة ـ أجلكم الله ـ فحسبي الله ونعم الوكيل.
وأريد من فضيلتكم فقط توضيح هل أنا مخطئ أم على صواب أو ماذا يحدث؟ لا أفهم، وحيث إنها بعد الطلاق حصلت على تعيين وازدهرت حياتها وإخوتها، والآن تزوجت من فتاة صالحة بفضل الله ومثقل بالديون الربوية التي لا أعلم كيف أخذتها ولا كيف تورطت بكل هذه الديون التي بلغت 18000 دينار؟ وبالرغم من ذلك فمازلت خائفا من الله أن أكون قد ظلمت نفسي أو غيري لا يهمني الدين الذي لا أعرف أين ذهبت أمواله، والله إني لا أتذكر شيئا من هذا الزواج راجيا من فضيلتكم توضيح الطريق السليم لي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه المرأة على ما ذكرت من إتيان الفواحش فهي قد بلغت من السوء والفسق والفجور مبلغا عظيما، وقد أحسنت بفراقك لها، فلا خير لك في معاشرة مثلها، وإن كان الله تعالى قد أبدلك من هي خير منها فاحمد الله واشكره على هذه النعمة لتدوم، قال الله سبحانه: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.

ونحب أن ننبه إلى بعض الأمور:

الأمر الأول: أنه لا يجوز لك اتهام قريبتك هذه بعمل السحر من غير بينة، فالأصل في المسلم السلامة حتى يتبين خلافها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا{الحجرات:12}.

ولهذا الاعتبار أيضا ليس من حق أهل زوجتك اتهامك بما أنت منه بريء.

الأمر الثاني: أن البحث عن ماضي الزوجة أمر لا يجوز، فذلك من التجسس المحرم، وانظر الفتوى رقم: 60127.

وأما الاستشارة في أمر الزواج منها ابتداء فلا حرج فيه، بشرط أن لا يتعدى الأمر قدر الحاجة، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 124843.

ثالثا: أن الربا ذنب عظيم وإثم مبين وكبيرة من كبائر الذنوب، وآكله ملعون وكذا من أعان على أكله، فاقتراضك بالربا إعانة عليه، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

فالواجب عليك التوبة مما سبق وعدم العود في المستقبل، ولا يلزمك رد الزيادة إلا إذا أجبرت عليها، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 15954.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني