الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صور بر الأرملة بزوجها، وأولاده

السؤال

كيف تبر الأرملة بزوجها المتوفى، علما بأن لديها أبناء منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأوجه بر الأرملة بزوجها، وأولاده من بعده، كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

ـ الإحداد فترة عدة الوفاة. وهذا حق واجب على الأرملة؛ وانظري تفصيل أحكام الإحداد، والعدة في الفتاوى التالية أرقامها:49428، 31116، 28461
ـ المبادرة بقضاء ما عليه من حقوق لله كالحج، والكفارات، وللعباد كالديون، ورد الأمانات؛ لأن حقوق الآدميين، وحق الله سابقة على حق الورثة، فإن الميت يعذب بدينه في قبره.
ـ حسن رعاية أبنائه، وتنشئتهم على الدين والأخلاق الفاضلة. وهذا يدخل ضمن قيامها بواجب حضانتهم، ورعايتهم، وتأديبهم؛ لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:21}. وتنظر الفتوى رقم: 51983.
ـ الدعاء له، وترك النياحة عليه. فإن الميت ينتفع بدعاء الحي، ويتأذى بالنياحة عليه على التفصيل المذكور في الفتوى رقم: 23121.
ـ الإكثار من الأعمال الصالحة التي علمكِ إياها، وعلمها أبناءه، فإنها تدخل في ميزان حسناته؛ لما روى مسلم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا.

ـ دعوة أولاده لبره بعد موته، وإعانتهم على ذلك، فإن بر الأولاد لا ينقطع بموت الآباء؛ وانظري في صور بر الأولاد بالآباء بعد الوفاة الفتويين التاليتين :33828، 38336.
ـ صلة أرحامه لاسيما نساء الدرجة الأولى كأمه، وأخواته؛ لما في صحيح البخاري عن عائشة- رضي الله عنها-، قالت: استأذنت هالة بنت خويلد - أخت خديجة- على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، فقال: «اللهم هالة». قالت: فغرتُ. ‎ فانظري حسن العهد، وصدق الحب على أكمل وجه وأتمه‎.‎ وراجعي للفائدة الفتويين: 47116، 72514.
ـ إهداء ثواب الأعمال الصالحة إليه كالصدقة وغيرها، كما بيناه في الفتوى رقم:141197.
ـ الكف عن ذكر مساوئ الميت، وعن سبه؛ لما في المسند، وصحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني