الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أم أيمن ( ق )

                                                                                      الحبشية ، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاضنته ورثها من أبيه ، ثم أعتقها [ ص: 224 ] عندما تزوج بخديجة .

                                                                                      وكانت من المهاجرات الأول .

                                                                                      اسمها : بركة . وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد يوم حنين . ثم تزوجها زيد بن حارثة ليالي بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فولدت له أسامة بن زيد ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      روي بإسناد واه مرسل : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن : يا أمه ، ويقول : هذه بقية أهل بيتي .

                                                                                      جرير بن حازم : حدثنا عثمان بن القاسم ، قال : لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء ، فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة ، وجهدت ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فشربت ، وكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت .

                                                                                      قال فضيل بن مرزوق ، عن سفيان بن عقبة ، قال : كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقوم عليه ، فقال : من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن

                                                                                      [ ص: 225 ] قال : فتزوجها زيد .

                                                                                      أبو نعيم : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس : جاءت أم أيمن ، فقالت : يا رسول الله ، احملني . قال : أحملك على ولد الناقة . قالت : إنه لا يطيقني ، ولا أريده . قال : لا أحملك إلا عليه . يعني : يمازحها .

                                                                                      الواقدي ، عن عائذ بن يحيى ، عن أبي الحويرث : أن أم أيمن قالت يوم حنين : سبت الله أقدامكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اسكتي ، فإنك عسراء اللسان .

                                                                                      وقال أبو جعفر الباقر : دخلت أم أيمن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : سلام لا عليكم ، فرخص لها أن تقول : السلام .

                                                                                      معتمر بن سليمان ، عن أبيه : حدثنا أنس : إن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم من ماله النخلات ، حتى فتحت قريظة والنضير ، فجعل يرد . وإن أهلي أمرتني أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أهله أعطوه . أو بعضه ، وكان النبي أعطى ذاك أم أيمن ، فسألته فأعطانيهن ، فجاءت أم أيمن ، فجعلت الثوب في عنقي ، وجعلت تقول : كلا والله ، لا يعطيكهن ، وقد أعطانيهن ، فقال [ ص: 226 ] النبي صلى الله عليه وسلم : لك كذا ، وتقول : كلا والله . . . وذكر الحديث .

                                                                                      الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن نمر ، عن الزهري : حدثني حرملة ، مولى أسامة بن زيد : أنه بينا هو جالس مع ابن عمر ، إذ دخل الحجاج بن أيمن ، فصلى صلاة لم يتم ركوعها ، ولا سجودها ، فدعاه ابن عمر ، وقال : أتحسب أنك قد صليت ؟ إنك لم تصل ، فعد لصلاتك فلما ولى ! قال ابن عمر : من هذا ؟ فقلت : الحجاج بن أيمن بن أم أيمن ، فقال : لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأحبه .

                                                                                      حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم . قيل لها : أتبكين ؟ قالت : والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عنا من السماء .

                                                                                      وروى قيس بن مسلم ، عن طارق قال : لما قتل عمر ، بكت أم أيمن ، [ ص: 227 ] وقالت : اليوم وهي الإسلام . وبكت حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      قال الواقدي : ماتت في خلافة عثمان .

                                                                                      ولها في مسند بقي : خمسة أحاديث .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية