الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحماقة أعيت من يداويها !!!

الحماقة أعيت من يداويها !!!

الحماقة أعيت من يداويها !!!

الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت، والأحمق من الناس: قَلِيلُ العَقْلِ فَاسِدُ الرَّأْيِ، الذي يَأْتِي بِأعْمَالٍ لاَ مَعْنَى لها.
وقال أطباء النفس: "الحمق خلل وظيفي يتعلق بالفهم ".
الحماقة من أدواء الشعوب والأفراد وهو داء عضال، ثماره الفشل، والخذلان، و داء الحمق داء قديم، ولقد حذر العلماء من مصاحبة الأحمق، والاقتراب منه، وبينوا أن داءه ليس له علاج حتى قليل:

لكلّ داءٍ دواء يستطبُّ بهِ إلاّ الحماقة أعيت من يداويها
ولقد عجز الحكماء والمصلحون من إيجاد طريق يصححون فيه فهم الأحمق، وتبين لهم أن كل شيء قابل للتصحيح والإصلاح عدا الحمق.
وهذا معلوم من قديم الزمان فقلد قرأنا في كتب المتقدمين قول أبي إسحاق: إذا بلغك أن غنياً افتقر فصدق، وإذ بلغك أن فقيراً استغنى فصدق، وإذا بلغك أن حياً مات فصدق، وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلاً فلا تصدق.
من علامات الحمق
من خصال الأحمق فرحه بكذب مَن يمدحه، وتأثره بتعظيمه، وإن كان غير مستحق لذلك.
قال بعض الحكماء: من أخلاق الحمق، العجلة، والخفة، والجفاء، والغرور، والفجور، والسفه، والجهل.
وذلك لأن الحمق حائل دون تعلم العلوم النافعة، والعلم هو ما يهذب العقل، ويصقل النفس.
الأحمق يتكلم بما يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس.
قال أبو حاتم بن حيان: علامة الحمق سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار.

خطر صحبة الأحمق

ولقد حذر السابقون من صحبة الحمقى، وبينوا أنها تقود للتهلكة والضرر: "لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء، وربما يريد أن ينفعك فيضرك، وسكوته خير من نطقه، وبُعده خير من قربه، وموته خير من حياته ". وقال ابن أبي زياد: قال لي أبي: يا بني الزم أهل العقل، وجالسهم، واجتنب الحمقى، فإني ما جالست أحمق فقمت، إلا وجدت النقص في عقلي.
قال الحسن: هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل، و قال سلمان بن موسى: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض، حليم من أحمق، وشريف من دنيء، وبر من فاجر".

إن حاجتنا اليوم للعقلاء وأصحاب الفطن، والذكاء، أشد من أي وقت مضى، بحكم الأحداث المتسارعة، وقلة العلماء الربانيين، ودخول الحمقى على خط الخطاب الديني.
ومن أكبر جنايات الحمقى في زماننا، أن بعضهم تصدر للتدريس، ولبس ثوب الدعاة، فأصبح يتكلم في دين الله، ويدعي أنه من الدعاة، والمصلحين، فاستغلته وسائل إعلام خبيثة، فنشر ما عنده من خبل وتخريف، مما عرض العامة لفتنة كبيرة، وغشت الناسَ فتن كقطع الليل المظلم على يدي هؤلاء الحمقى.

إن حال الأمة اليوم يحتاج لتقدم ذوي الألباب والعقول لاستلام أدوات التعبير، وأن يكون لهم حضور في وسائل الإعلام ليحدّثوا الناس عن المؤامرة الكبرى على عقيدة الأمة، وكيانها الثقافي، ووجودها الحضاري، ولأن هناك من يتكلمون بلسان أهل الدين، ولا يملكون نضجاً ولا علماً يؤهلهم لقيادة الخطاب الإسلامي، فيكونون معاول هدم لا بناء، ويفتحون جبهات ومعارك في غير مواضعها فتكون النتائج كارثية على الجميع، هؤلاء لا بد أن يصمتوا، ويخرجوا من المشهد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

لعمرك ما شيءٌ يفوتك نيله بغبنٍ ولكن في العقول التغابن

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

تاريخ و حضارة

الحماقة أعيت من يداويها !!!

الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت، والأحمق من الناس: قَلِيلُ العَقْلِ فَاسِدُ الرَّأْيِ، الذي يَأْتِي بِأعْمَالٍ...المزيد