السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكلتي أنني لا أحب الخير لنفسي وأرفضه رفضاً داخلياً قاطعاً، وأصده دون وعي مني بشتى أنواع الطرق، وحتى إن سعيت لخير فإن ذلك يكون بعد مجاهدة نفسية صعبة، ولكن مع يقين داخلي بأني سوف أفشل ولن أصل إلى ما أصبو إليه وأنني لا أستحق ذلك.
عندما أفشل وهذا ما يحصل دائماً فإنني أنهار وأبكي بحرقة لعدة أيام مع إحساس داخلي بالارتياح وكأني أشمت بنفسي وهذا الإحساس لازمني منذ صغري دائماً، لدي إحساس بأني سوف أفشل ولن أصل إلى مبتغاي لأني لا أستحقه.
إنني أهتم كثيراً بالناس وآرائهم، ونظراتهم، وأحكامهم، كما أن هذا الإحساس مرتبط بالناس لا ينبغي أن أتزوج أو أن أحصل على وظيفة أو أن أحظى بأي خير؛ لأني أحس وكأنني سأرتكب جريمة في حق الناس، صدقوني هذه هي حقيقة أحاسيسي وهذا يجعلني في أحيان كثيرة أحس بتنمل في رجلي ويدي، وإحساس غريب أسفل البطن.
علماً بأنني إنسانة طيبة جداً بشهادة الجميع، وأحب الخير لكل الناس وأفرح كثيراً لهم، ولكن لنفسي لا، لقد عشت طفولة معذبة وقاسية، لقد حرمت من اللعب وتعرضت للاظطهاد من طرف أبي مند كان عمري 3 سنوات وإهمال أمي لي حتى في مسألة النظافة.
كذلك القمع والسخرية وإهانات إخوتي لي، وتحرشات ومحاولة اعتداء من طرف خالي، وكانت أمي دائماً تردد بأني فتاة منحوسة، ولا حظ لي في الدنيا، وفترة مراهقتي لم تكن أفضل حالاً من طفولتي، فقد حصلت لنا مشاكل أسرية ومادية، وتعرضت لمس شيطاني بسبب كثرة البكاء وحيدة في مكان مظلم، وبسب الهرع والخوف.
كذلك تعرضت لسحر ولكن والحمد لله شفيت، وبقي لدي خوف من أن أصاب مرة أخرى بالسحر والعين، أعتقد أن كل الناس سوف تصيبني بعينها، وسوف تسحر لي إن حصل لي خير وخصوصاً في أمر الزواج وأن كل شيء سوف يتبدد بسبب العين، لم أعش لحظات السعادة في حياتي إلا في الوهم، حيث منذ صغري وأنا أهرب من الواقع إلى أحلام اليقظة، حيث عشت كل شيء لذيذ في الخيال، وكل السعادة التي حرمت منها، أما الواقع فآلام فقط.
- سادتي الكرام - أريد أن أشفى، أريد أن أخرج من هذا الجحيم، وأن أعيش السعادة في الواقع، وأن أنسى آلام الماضي الذي دائماً يلاحقني، إني أضيع فرصا كثيرة وأخاف أن أظل هكذا.
أريد أن أنسى الناس، وأن أحب الخير لنفسي، وأن أسعى لذلك، وأن أخرج من عالم الأوهام.
أرجوكم بالله عليكم أريد العلاج السلوكي لحالتي مفصلا، وانصحوني بما يفيد حالتي فأنا أتعذب، وأريد العلاج الدوائي.
أرجوكم عجلوا بالرد علي في أقرب فرصة، وأدعو الله لكم بأعلى درجات الجنة.
والسلام عليكم ورحمة الله.