الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع زوجة الوالد التي تؤذي الأبناء

السؤال

مشكلتنا أن زوجة والدي لديها هاجس غريب، فهي تغلق كل الغرف التي لا نستخدمها بالمفاتيح، حتى غرفة المؤونة الإضافية، وإذا أردنا شيئاً تتصرف معنا مثل المتسولين، ممكن تعطينا وممكن لا، فهل لها الحق في منعنا وكيف نتصرف معها؟ علماً بأنها تقول للشغالة أن البيت بيتها، وعينها في كل شيء نعمله، وما خفي كان أعظم، فانصحونا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تفعله زوجة الأب أمر لا يقبل، ولكن الحكمة في التعامل معها مطلوب من أجل إرضاء الوالد، ونتمنى أن تتضح له الأمور حتى يتخذ القرارات المناسبة، ولعل من المفيد البحث عن أسباب تصرفها بتلك الطريقة، وهل في إخوانك من يبذر أو يسرق؟ وهل ظروف الوالد المادية جيدة؟ وهل هذا التطبيق عليكم وحدكم أم على نفسها وعلى الجميع؟ وهل سألتموها عن السبب وماذا قالت لكم؟ وكيف احترامكم لها؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة والوصول إلى الإجابات يساعدنا بعد توفيق الله في وضع الحلول المناسبة.

أنت -ولله الحمد- كبيرة، فكوني عوناً لأخواتك على حسن التصرف، وحاولي التقرب إلى الوالد وإليها لمعرفة أسباب ما يحصل إذا كان ذلك ممكناً، ويمكن أن تنقلي للوالد بحكمة ما تجدونه في المعاناة، وقد يصل معكم إلى الحلول المناسبة، ويمكن أن يفصل احتياجات إخوانك عن سلطان زوجته، ونتمنى قبل كل هذا أن نتعرف على نفسية الوالد وطريقته في التصرف في مثل هذه المواقف، وإذا كان لزوجة الأب إيجابيات فنفضل أن تذكروها لها وللوالد؛ لأن ذكر المحاسن مدخل طيب وجيد إلى النفوس، والإنسان قد ينال باللين وحسن الأدب ما لا يناله بالعجلة والتسرع والاتهام.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن من يظلم الناس ينال العقوبة في الدنيا قبل الآخرة، وما من امرأة تظلم أبناء زوجها أو تحتقر أبناء غيرها إلا سخر الله عليها من يأخذ الحق منها: ((وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً))[النساء:9] والله سبحانه عدل، وكما يدين الإنسان يدان، فكونوا مع الله ولا تبالوا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات