الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة منذ الصغر، مشكلة لم أجد لها حلاً.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في الـ 24 من عمري، أتتني التأتأة وأنا في صف ثالث ابتدائي، ولم أكن أهتم بها، وكانت معي لم تفارقني، وكنت أتوسل ببعض الحركات كالضرب على الماصة، كي أُخرج الكلمة وأمثالها.

قبل سنتين قررت أن أتخلص منها، فكأنها تضاعفت عشرين ضعفاً، حتى أصبح الذي يتكلم معي يتضايق مني، ولو كان أقرب الناس لي، وقد سببت لي أزمة نفسية قوية حتى ضعفت، ولم أستسلم، ولكنه الضعف الذي مزقني من داخلي، وها أنا اليوم أود الخلاص منها بإذن الله سبحانه، فما الحل؟ وإن كان الدرب طويلاً، ولكني أريد الخلاص منها بشكل نهائي، لأنها فترة تنقص، وتزيد فترة، وعندي قرار بالتخلص منها.

وأسأل الله أن يجزيكم الجنة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أريدك أولاً أن لا تفكر أن التأتأة منقصة، هي ليست منقصة أبداً، ونبي الله موسى عليه السلام دعا الله تعالى أن يحلل عقدة من لسانه، فهي ليست منقصة.

ثانياً: القلق النفسي هو أحد البواعث الرئيسية التي تزيد من التأتأة.

ثالثاً: إذا راقب الإنسان نفسه أثناء الحديث ربما يزيد هذا أيضاً من قلقه وينتج عنه التأتأة.

فأرجو أخي الكريم أن تتفهم ما ذكرناه في هذا السياق؛ لأن ذلك يساعدك كثيراً، وعليه أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة وضرورية جدّاً، خاصة تمارين التنفس المتدرج، واسترخاء العضلات المتدرج، ويمكنك أخي الكريم أن تتحصل على كتيب أو شريط للتدرب على هذه التمارين، ويا حبذا أيضاً لو تواصلت مع أحد الأخصائيين النفسانيين ليقوموا بتدريبك عليها، أو يمكنك التواصل مع أخصائي النطق وهم ـ الحمد لله ـ الآن كثر في المستشفيات، وأخصائي التخاطب يستطيع أن يدربك على كيفية التنفس الصحيح والنطق.

الأمر الآخر: أرجو أن تتواصل مع أحد المشايخ أو إمام مسجدك، ليعلمك كيفية إخراج الحروف بصورة صحيحة، وهذا أيضاً يساعدك في علاج التأتأة، ولا شك أن تلاوة القرآن بتؤدة وتمعن وتدبر أيضاً تزيل التأتأة.

أريدك أيضاً أن تكتب الأحرف التي تجد فيها صعوبة، وحاول أن تنطق هذه الأحرف بصوت مرتفع، ويمكنك إدخالها في كلمات، ومن ثم إدخال الكلمات في جمل، وأريدك أن تقرأ قطعاً نصية معينة، تكثر فيها الكلمات التي تجد فيها صعوبة في نطقها، وقم بتسجيل ما تقرأه، وبعد ذلك استمع لنفسك، ثم قم بالقراءة والتسجيل مرة أخرى، سوف تلاحظ أن هنالك تحسن واضح جدّاً.

أخي الفاضل الكريم! أريد أن أصف لك بعض الأدوية التي أثبتت أنها فعالة في الاسترخاء وإزالة الخوف والقلق، ومن ثم إن شاء الله تعالى المساعدة في علاج هذه التأتأة.

من أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرامات – تناولها يومياً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرون مليجراماً – واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة يومياً، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الزيروكسات.

هنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف مليجرام صباحاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

أنا على ثقة كاملة إن شاء الله تعالى باتباعك للإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفناه لك سوف تجد أن حالتك قد تحسنت كثيراً.

أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً