الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التنفس السريع أثناء الكلام مع وجود بعض الأعراض الجسدية في منطقة الصدر وعلاقة ذلك بالقلق النفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أحب أشكركم على الموقع، وعلى كل ما تقدمونه للمرضى، وأسأل الله أن يجازيكم بالحسنة والعافية .

ثانياً: أنا صاحب استشارات قديمة (تقريباً منذ سنة وأكثر ) كنت أُعاني من قلق وتوتر ووسواس لازمني لـ11 عاماً، وبفضل الله بعد مراجعة الطبيب وصرف علاج سيبرالكس شعرت بالتحسن، وقطعته بمشورة الطبيب منذ 6 أشهر، والآن أنا بدون علاج، ولكن بفضل الله عندي إصرار وعزيمة، وتوجد بعض المعوقات التي أبحث عن تخطيها، وسوف أبدأ بعرض الحالة الإيجابيات والسلبيات.

بفضل الله استطعت التغلب على الأفكار السلبية نوعاً ما، وتركت العادة السرية منذ فترة طويلة والحمد لله، وابتعدت عن العزلة والجلوس لوحدي، وعدت إلى دراستي بفضل الله بعد انقطاع عنها دام خمس سنوات، ولكن يعيقني شيء بسيط وهو أنني من فترة -لا أدري تقريباً 4 أو 5 سنوات- أصبحت عندما أتحدث أشعر بتعب، وأستنشق هواءً كثيراً، ولا أستطيع الكلام كثيراً، مما سبب لي الإحراج عندما أتحدث، فهل المشكلة عضوية -مثلاً القلب وغيره-؟ مع العلم أنني منذ فترة عملت تخطيط قلب، وكان سليماً بفضل الله، وعملت تحليلاً للغدة الدرقية، والنتيجة سليمة بفضل الله، يعني تقريباً خلال 4 سنوات عملت ثلاث مرات تخطيط قلب، والآن لا أريد الذهاب للمستشفى؛ لأن هذا بحد ذاته مرض ووسواس، ولكن لا أعلم ما المشكلة!

وتوجد مشكلة أخرى ألا وهي وخزات بالقلب على شكل صعقات كهربائية، تأتي خلال ثانية أو ثانيتين وتذهب، ولكن تسبب لي مشكلة من شدة الضربة، وأحياناً برودة بالأطراف، وتزداد نبضات القلب، وأيضاً أضلاع الصدر ملتهبة على ما أعتقد، وأشعر بألم فوق الرئة بالضبط، شعرت به منذ فترة قصيرة، حتى وإن بلعت الأكل أشعر بألم بسيط فوق الرئة، وإذا حركت ذراعي أشعر بألم العظم، وأعتقد أن هذا من كثرة الشهيق والزفير، وأيضاً ابتعدت عن المشروبات الغازية؛ لأنها تسبب لي مشاكل في بطني.

أعتقد أيضاً أنني أعاني من قولون عصبي ؛ لما أشعر به يومياً من هواء داخل البطن، وهذا بشكل يومي.

أنتظر مشورتكم، وأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة الصحة والعافية، ونسأل الله تعالى أن يديمها علينا وعليك وعلى المسلمين جميعاً، وأن يجعلنا من الشاكرين عليها.

هذه الأعراض التي تأتيك من وجهة نظري هي أعراض بسيطة جدّاً، أولاً: لا شك أن ما أنجزته من تفكير إيجابي، وتوقف عن العادة السرية، أكسبك الكثير من التواؤم النفسي، وهذا يشكل دفعة حقيقة إيجابية فيما يخص صحتك النفسية.

الآن ما تعاني منه وهو شعورك بالتعب حين تتحدث وتستنشق كمية من الهواء، هذه ظاهرة معروفة وكثيراً ما تكون مرتبطة بالقلق، أو تكون هي نوعاً من العادة التي تتطلب التصحيح وليس أكثر من ذلك.

هنالك بعض الناس حين يتحدثون لا يربطون بين التنفس – أي بين الشهيق والزفير – ويقومون بابتلاع كميات كبيرة من الهواء، وهذا يجعلهم يشعرون بالتعب، أو قد يكون التنفس من النوع الفمي، وهنا أيضاً قد يسبب مشكلة.

هذا يُعالج بطريقتين: الطريقة الأولى: هي التدرب على تمارين الاسترخاء، والطريقة الثانية: هي تعلم مخارج الحروف بصورةٍ صحيحة وربط ذلك بالتنفس، وهذا بالطبع يمكنك أن تتعلمه من خلال الذهاب إلى أحد المشايخ، فاذهب إلى أحد المشايخ وسوف يدربك على مخارج الحروف وكيفية ربط ذلك بالنفس وبالاستنشاق وبالشهيق وبالزفير، فهذا أمر محسوم، وعلاجه هو من خلال الذي ذكرناه لك.

أما فيما يخص التدريب على تمارين التنفس التدرجي، فهي بسيطة جدّاً ولها عدة أنواع، ويمكن أن تطبق بعدة وسائل، من هذه الوسائل: أن تجلس في مكان هادئ، ارفع رأسك قليلاً، ضع يديك على ركبتيك، تأمل في حدث سعيد، ومن خلال ذلك سوف يسيطر عقلك على جسدك ويجعلك في حالة استرخائية، ثم أغمض عينيك، بعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف -وهذا مهم جدّاً – بعد ذلك أمسك الهواء في الصدر لمدة ثانيتين أو ثلاث على الأقل، وذلك أيضاً مهم وضروري؛ لأنه يعطي الأكسجين فرصة للانتشار حول أجزاء الجسم المختلفة خاصةً الخلايا العصبية، وهذا يساعد الإنسان نفسياً بصورةٍ جلية، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بقوة وبطئ عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه أيضاً ببطء وقوة كما ذكرت لك

كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجد أنه قد ساعدك كثيراً في هذا التعب المرتبط باستنشاق الهواء، وكما ذكرت لك الذهاب إلى شيخ محفظ للقرآن للتعلم الربط ما بين التنفس ومخارج الحروف ومداخلها فيه خير كثير لك جدّاً.

لا أعتقد أنك تعاني من مشكلة عضوية، فالذي ذكرناه لك هو التفسير الصحيح.

بقي أن أقول لك: إن الأعراض الجسدية الأخرى البسيطة مثل أعراض الآلام التي تحس بها هنا وهنا، ووخزات القلب وما يهيأ لك كأنه صعقات كهربائية..هذه كلها ناتجة من القلق، وهي تقلصات عضلية، وتمارين التنفس التي ذكرناها لك سوف تفيدك كثيراً أيضاً، وأرى أنه لا بأس أيضاً من أن تتناول دواءً بسيطاً ولفترة بسيطة (ليس مثل السبرالكس إنما هو دواء أقل كثيراً) يساعد في مثل هذه الأعراض الجسدية، يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراماً صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا الدواء سوف يُفيدك كثيراً، وعليك أيضاً بممارسة التمارين الرياضية بصورةٍ منتظمة، فهي إن شاء الله فيها فائدة وخير كثير في اختفاء كل هذه الأعراض التي تُعاني منها، خاصة أعراض القولون العصبي والتقلصات والتشنجات العضلية التي تحدث لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت نجلاء مختار

    جزاكم الله خيرا

  • العراق Sh sh

    شكرا لكم وبارك الله فيما نصحتم وجعلها في ميزان الاعمال فأنا ايضا أعاني من الضيق والتعب عند الكلام

  • مراد القحطاني

    شكراً لكم وبارك الله فيكم على االموضوع الله يجزيكم الخير

  • وليد فاؤوق

    جزاكم الله خيرا

  • أمريكا ابو محمد

    جزاك الله خيرا

  • مجهول مشعل

    بارك الله فيكم وسدد خطاكم لفعل الخير وحفضكم الله من كل شر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً