السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور محمد عبد العليم: الحمد لله بدأت أطبق وصفاتك ونصائحك، لكن بقي شيء واحد وهو تنظيم الوقت، فمثلاً وقت دراستي يبدأ الساعة (8.00) صباحاً وينتهي الساعة (15.30) وأحياناً (16.30) كيف أشكل جدولاً للمراجعة اليومية؟

مع العلم أنني أدرس شعبة علوم، ولدي 10 مواد أو لنقل فصول، والمواد الأساسية لدينا هي العلوم الطبيعية، والفيزياء، والرياضيات، وتحتاج إلى مراجعة يومية، والفجر في بلدنا يؤذن الساعة الـ6.00 صباحاً، فأصلي ثم أذكر أذكار الصباح، ثم أقوم بتمارين الاسترخاء التي نصحتموني بها، وأيضاً الحركات الرياضية، وأرتب غرفتي، وأساعد أختي الصغيرة في تحضير نفسها للذهاب إلى المدرسة.

أما في المساء فأعود من الثانوية، وأصلي العصر، وأتناول أكلة خفيفة، وأقوم ببعض الأعمال المنزلية، ثم أساعد أختي في مراجعة دروسها، ثم أصلي المغرب، ثم أبدأ مراجعتي الساعة (18.15) مساءً حتى صلاة العشاء (19.15) ثم أصلي وأتلو القرآن، ثم أرتب غرف عائلتي، وأتناول عشائي، ثم أعود للمراجعة إلى الساعة التاسعة مساءً، وأحياناً العاشرة، وهكذا كل يوم.

أريد أن أنضبط أكثر في المراجعة، فبماذا تنصحونني؟ أرجوكم ساعدوني في تنظيم حياتي وتشكيل جدول يومي، فأنا أرى أن مراجعتي تحتاج إلى المزيد من الوقت والانضباط، ماذا أفعل إذن؟ كيف أعاقب نفسي عندما لا ألتزم بجدولي اليومي؟ فأنا في آخر الأسبوع دائماً أرى أن مجهودي قليل وإنتاجي أيضاً، فما الحل؟ أنا مقبلة على شهادة البكالوريا بعد حوالي أربعة أشهر من اليوم، ولم يبق لي وقت، يجب أن أنضبط أكثر، ما العمل لكي أنجح وأنظم وقتي؟ فأنا لا زلت مشوشة، وحتى الأكل لا آكل جيداً، وقد فقدت شهيتي، وحياتي تحتاج إلى نظام وانضباط، فكيف أنضبط أكثر؟

أطلب من حضراتكم أن تساعدوني في تشكيل جدول لحياتي اليومية، خاصةً المراجعة، مع العلم أن أيام العطل (الجمعة والسبت) أدرس صباحاً دروساً خصوصية وفي المساء أبقى في البيت، إلا أني في السبت حتى المساء أدرس دروساً خصوصية، أنا محتارة بين مراجعة محتوى الدروس الخصوصية أو محتوى الدروس في الثانوية أو الاثنين، وإلى الآن أنا محتارة، فقد مرت خمسة أشهر وأنا مشوشة في تنظيم الوقت.

هذه لمحة عن حياتي اليومية وأرجو مساعدتي، جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لقد أعجبتني كثيراً خطتك التنظيمية هذه، وإذا لم تكوني مقتنعة بها فأعتقد أن ذلك جزء من حالة القلق التي تعيشينها، ولكن بالدقة التي وصفت بها إدارتك للوقت أعتقد أنها إدارة جيدة، وأعتقد أن هذا العمل سوف يؤتي ثماره -إن شاء الله- فلا تستعجلي النتائج، وليس من الحكمة أن نضع لك جدولاً متحجراً، فأنت أدرى بظروفك، وربما يكون من الأفضل أن تركزي أكثر على أيام العطلة الأسبوعية، وهي الجمعة والسبت، وأنت ذكرت أنك مشغولة بالدروس الخصوصية، لكن أعتقد أنه يجب أن يقسم الوقت ما بين الدروس الخصوصية وما بين دراستك الخاصة، ولا تحرمي نفسك من الراحة والترويح عن النفس في هذا الوقت - أي خلال العطلة الأسبوعية - وأنا أرى أن التشويش أتى من القلق، وأتمنى أن تكوني قد بدأت في تناول عقار الفلونكسول الذي وصفته لك؛ لأنه عقار جيد جداً لتحسين التركيز، وذلك من خلال إزالة القلق والتوتر.

أنت ذكرت أنه من الصعب عليك إدارة الوقت، وتريدين أن تعاقبي نفسك حين لا تلتزمي بالجدول، وأنا لا أرى هنالك سبباً واحداً لأن تعاقبي نفسك، بل يجب أن تكافئي نفسك؛ لأني ألاحظ أن هناك جدية، وأن هنالك تنظيماً وإنتاجية، وحتى إن لم يكن هذا التنظيم مقنعاً لك، إلا أني أرى أن تسيري عليه بهذا النمط وبهذه الطريقة، وسوف يظهر أثره التراكمي، ولا يمكن أن نتوقع أن يكون هنالك تغير في ظرف يوم أو يومين أو حتى أسبوع، وأنا على ثقة تامة أن هذا الجهد - بإذن الله تعالى - سوف يثمر، وسوف تتحصلين إن شاء الله على الدرجات التي ترضيك تماماً في امتحان البكالوريوس.

أيتها الفاضلة الكريمة: استمري على هذا النمط، ولا أريدك أن تأخذي فكرة أننا قد تهربنا منك أو أننا لم نعطك الإجابة التي تتوقعينها، على العكس تماماً، لاحظت أن لديك خارطة ذهنية واضحة، وهذا شيءٌ إيجابي، وسوف يظهر الأثر التراكمي بإذن الله تعالى، وسوف يفيدك كثيراً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.