الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي تردد في الموافقة على الخاطب بسبب تسلط أمه، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود استشارتكم في أمر خطبتي، حيث إنني لا أعرف ما هو القرار الصحيح الذي يجب أن أتخذه؟!

لقد تقدم لخطبتي شاب على قدر عال من الخلق والالتزام، ووضع اجتماعي جيد، والجميع يمدحه، ولم نسمع كلمة ذم بحقه أبدًا، فإن كل أحد نسأله يمجد به وبأخلاقه، وسمعته الطيبة.

لكن قالوا لنا إن أمه متسلطة، وإنها تتدخل في كل شيء، فأي أحد نسأله عنها يذم بسوء طبعها، وتسلطها على زوجها وأولادها.

وقالوا أيضًا إنه كلما يحاول أن يخطب فتاة ترفضه بسبب والدته المتسلطة، وليس بسببه هو:
هم قالوا لنا أني سأسكن في منزل خاص بي، ولكن أخشى من أمه ومن تدخلها في شؤوننا، مما يولد المشاكل التي لا يمكن أن تنتهي.

صليت استخارة، ولكن ما زلت في حيرة في أمري، ما ذنب الشاب في أمر والدته؟ وأن يعاقب على ذنب لم يرتكبه؟! ومع ذلك لا أستطيع أن أجازف، فهذه حياة وليس تجربه أخوضها.

ما رأي الشرع في هذا الأمر؟ وما وجهة نظركم ونصيحتكم لي كابنه؟ وهل إذا شاب بهذه المواصفات تقدم لبناتكم ستقبلون به أم سترفضونه بسبب والدته؟

ولكم جزيل الشكر.

أرجو الرد عاجلا؛ لأن الموضوع لا يتحمل التأجيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ - - - حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحباً بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أما رأي الشرع -أيتها الكريمة- فإن الشرع لا يأمر ولا ينهى في مثل هذه الحالة، فالأمر إليك يجوز لك القبول ويجوز لك الرد، ولكن الشرع دعاك أن تقبلي إذا تقدم لك من يرضى عن دينه وخلقه؛ لأن هذه هي أهم الصفات التي تستقيم بها الحياة الزوجية، والدين يمنع الزوج من التقصير في حق الزوجة، والخلق يدعو إلى معاشرتها المعاشرة الحسنة، وإذا كان الشاب بهذا الوصف الذي وصفته، فنصيحتنا لك ألا تتردي في قبوله.

السبب الذي ذكرته من سوء تعامل والدته وتسلطها ونحو ذلك، ربما تكون هذه مجرد أوهام عند كثير من الناس، وأكدي على هذا الشرط الذي اشترطته عليهم، وهو أنك سوف تسكنين في سكن مستقل، وهذا من حق الزوجة أصلاً، حتى وإن لم تشترطه ولكن إن تمكنت من اشتراطه والتأكيد عليه سيكون هذا من الأحسن حتى تبتعدي قليلاً عن المشكلة المتوقعة.

ينبغي لك -أختي الكريمة- أن يحصل لديك العزم من الآن على الإحسان لهذه الوالدة، وأشعريها أنك ابنتها، والنفس البشرية مجبولة على حب من أحسن إليها، وقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى معاملة المسيء بالإحسان، وأن هذا يكسر ما في نفسه من الشر، وقال سبحانه وتعالى:{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.

روضي نفسك على الصبر على هذه المرأة، والتجلد على معاملتها بالحسنى، ورد إساءتها بالخير، وأنت مأجورة على ذلك كله، وسيؤدي هذا إلى كسبها وحبها لك، ونصيحتنا لك أن لا تتردي في قبوله، وزيدي مع ذلك استخارة الله سبحانه وتعالى، ولا يشترط في الاستخارة أن تظهر علامات تدل على أن الله سبحانه وتعالى اختار لك أحد الأمرين، بل ما قدره الله سبحانه وتعالى بعد ذلك هو الذي اختاره.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً