الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تسعى الفتاة لتجد الزوج الصالح؟

السؤال

كيف تسعى الفتاة للزواج؟ الشكوك تطالني، هل فعلاً الزواج هو قدر مكتوب أو يجب السعي لتحقيقه كأي هدف ترغب في الوصول إليه؟ هل يجوز الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي؟

كل السبل الأخرى غير متاحة، أنا أذهب للعمل ولست بقاعدة في البيت، وليس هناك من يتقدم لي، مجتمعي والتجمعات العائلية لا تفضي بشيء.

معاييري وشروطي في الزوج الدين، الصلاة، العمل، الأخلاق الحسنة، وهذه المعايير لا تتوافق معهم، هل أكتفي بالدعاء فقط؟ شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال.

لا شك أن سعي الفتاة في طلب الحلال مطلب شرعي، وليس في الشرع ما يمنعها من ذلك، والمرأة ينبغي أن تتزيّن بين زميلاتها وأخواتها، وتشهد محافل النساء، وتُظهر أحسن ما عندها من ذوقٍ وأدبٍ وحُسن معاملة ورغبة في الخير، فهذه أشياء من المهم جدًّا أن تفعلها الفتاة، وعليك أن تُدركي أن تجمُّعات النساء فيهنَّ من يبحث عن الفاضلات مثلك لأبنائهنَّ أو لإخوانهنَّ أو لأي أحدٍ من محارمهنَّ.

أمَّا مواقع التواصل فلا ننصح بالدخول فيها في هذا العالَم المكشوف المفتوح، ولكن لا مانع من الاستعانة بالصديقات الصالحات، لا مانع من إشراك داعيات، هذا من الأمور المهمّة، وأيضًا لا بد من عرض الأمر على الخالات والعمّات والفاضلات، الكبيرات من النساء، فالذي خطب للنبي (ﷺ) عائشة وسودة هي خولة - رضي الله عنها وأرضاها- وخديجة أوحت إلى صديقتها نفيسة، ففازت بالنبي عليه صلاة الله وسلامه.

إذًا الذي أريد أن أقوله: هذه خطوات عملية ينبغي أن تستمري فيها، وبعد ذلك لا تستعجلي، فلكل أجلٍ كتاب، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وسعدنا بأنك تطلبين الدّين والصلاة والعمل والأخلاق، وهي معايير عالية، وهي المعايير الشرعية، بل هو المعيار الذي يتوجّه به الشرع إلى الفتاة وأوليائها بقوله (ﷺ): (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه).

بعد ذلك إذا كنت تقصدين الشروط أن يتركك أن تعملي؛ هذا شرط تستطيعين أن تضعيه في عقد النكاح، أو إذا كنت تشترطين أن يكون هو يعمل وله وظيفة وعنده مسؤولية، هذا أيضًا من الشروط المهمّة.

لست أدري كيف لا تتوافق معهم، وما الذي لا يتوافق معهم! فإنك لا تطلبين إلَّا الشروط الغالية العالية، ولكن نريد أن نقول: لا بد للإنسان أيضًا أن يُسدد ويُقارب، نحن لسنا في زمن الصحابة، فإذا وجدت الحدّ الأدنى من الشروط المذكورة، ما عدا الدين الذي ينبغي أن يكون فيه حرص على الفرائض، وبُعد عن الكبائر، فعند ذلك تستطيعين أن تجدي بحول الله وقوته مَن يُناسبك.

لا تتضجري، واعلمي أن لكل أجلٍ كتاب، والإنسان عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، وتجهيز الفتاة لنفسها أو حتى بعد خروجها من عدتها، مطلب شرعي، وقد تزينت الصحابية للخطاب، فجاء مَن عاب عليها أنها تستعجل، والنبي (ﷺ) أيّدها، لأن هذا مطلب شرعي -كما ذكرنا-، وأيضًا قال النبي (ﷺ): (لَوْ كَانَ ‌أُسَامَةُ ‌جَارِيَةً لَحَلَّيْتُهُ وَكَسَوْتُهُ حَتَّى أُنَفِّقَهُ).

السعي في الحلال بالطرق الصحيحة، وليس عن طريق مواقع التواصل؛ لأنها مكشوفة، وأيضًا ليس بتقديم أي تنازلات، ولكن بأن نكون نحن نشكّل حضورًا في مجتمع النساء، والحمد لله أيضًا العمل فرصة للفتاة من أجل أن تُرى للأخريات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً