الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآليات الممكنة لمواصلة التعليم بالنسبة للأشخاص المحبطين دراسياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي لم يكمل تعليمه، وهو حاصل على شهادة الابتدائية، مشكلته أنه يشعر بإحباط شديد من التعلم، حيث إنه دائماً يردد بأنه لا يفهم ولا يستوعب، حتى حينما قمت بتسجيله في دورة اللغة الإنجليزية ذهب يومين فقط ولم يكمل، لا أدري ما مشكلته بالضبط؟ وهناك أمور يفهمها ويحفظها بسرعة، وهناك أمور يأخذ بعض الوقت في فهمها وحفظها، فهل معنى هذا بأنه يعاني من صعوبات التعلم؟ وهل يمكن علاجه وهو في عمر الـ(32) أم أنه يعاني من ضعف الحفظ؟ وهل يمكن علاج ضعف الحفظ إذا كان وراثياً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن هذا الأخ -حفظه الله تعالى- أعتقد أن مصدر إحباطه هو أنه لم يحظ بقدر كافٍ من التعليم، والذي نريده حقيقة هو أن ننقله إلى وضع أكثر إيجابية، وذلك بأن تشجعيه على أن ما فاته من التعليم لا يعتبر منقصة، وأنت قد قبلت به كزوج، وهو مكان التقدير والاحترام. هذا أمر مهم جدّاً وسوف يساعده كثيراً.

والخطوة الأخرى هي أن ينضم للتعليم المسائي، أعتقد أن هناك فرصة له بأن ينخرط بصفة رسمية في التعليم المسائي، ويبدأ في دراسة مرحلة الإعدادي ثم المرحلة الثانوية.

لا أعتقد أن أمر دخول دورات اللغة الإنجليزية سوف يكون مفيداً له في هذه المرحلة، والمهم هو أن يكون منضبطاً في دراسة منتظمة كمواصلة لدراسته السابقة.

لا أعتقد أنه لديه صعوبات التعلم، وأعتقد أن الأمر كله يتعلق بالرغبة وبالدافعية، والرغبة والدافعية تتحسن إذا سار الإنسان على خطىً ثابتة وبتدرج ودون أي نوع من الطفرات أو القفزات التي تؤدي إلى الإحباط.

محاولته للدخول في موضوع اللغة الإنجليزية أعتقد أن هذه نقلة فعلاً قد تكون محبطة بالنسبة له، لكن إذا انتظم في التعليم الإعدادي وبكل التزام، هنا سوف يكون في نوع من التدرج، وسوف يحس بعد ذلك بالأثر التراكمي للتعليم، وبعد أن يتقدم في تعليمه يمكنه أن يزود نفسه بالدورات الإنجليزية أو دورات في الكمبيوتر، والأمور التي يقوم بها الناس من أجل اكتساب المعرفة.

بالنسبة لموضوع الحفظ، فالناس يتفاوتون في مقدراتهم، والذي أود أن أؤكده لك أن الحفظ لا يعتبر أبداً مؤشراً أساسياً للمقدرات العقلية، فتجد بعض الناس لديهم سرعة وتميز في الحفظ لكن ليس لديهم القدرة التحليلية أو الاستنباطية، والتحليل والاستنباط يعتبر أرفع وأرقى وأعلى مراتب المعرفة التنفيذية أو الملكات العقلية كما تسمى.

فهذا الأخ لا أعتقد أنه يعاني من صعوبات في التعلم، والأمر كله يعتمد على الدافعية وعلى الرغبة، وأن يضع نفسه في المكان المناسب وفي المرحلة المناسبة لمواصلة تعليمه، ولا شك أن تشجيعه وتحفيزه سوف يكون مساعداً أساسياً له.

لا نستطيع أن نقول: إنه يوجد ضعفاً وراثياً في الحفظ، هذا ليس موجوداً، إلا إذا كان هنالك نوع من التخلف العقلي، حتى وإن كان بسيطاً، هذا ربما يؤدي إلى ضعف في الحفظ لدى عدة أفراد من أسرة معينة، وذلك لا نعتبره أمراً وراثياً، إنما هو ناتج من ضعف المقدرات العقلية في هذه الأسرة، والبيئة التي حول الإنسان تلعب دوراً أساسياً في اكتسابه للمعرفة، فإذا كانت البيئة غير محفزة وغير مساعدة، وليس هنالك اهتمام بموضوع اكتساب المعرفة والحفظ، ففي هذه الحالة ربما ينبني لدينا انطباعاً أن هذه الأسرة من الناحية الوراثية لديها ضعف في الحفظ، وليس هنالك جينات معينة نقول أن ضعفها أو عدم وجودها ربما يؤدي إلى عدم المقدرة على الحفظ.

أرجو أن تشجعيه وأرجو أن تحفزيه، وأسأل الله له التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً