السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما شاء الله تبارك الله، زادكم الله من علمه ونعيمه، وجعلكم ممن يقول القول فيتبع أحسنه، بورك فيكم وفي هذا الصرح الطيب.
لدي سؤال -بارك الله فيكم- في الطب، أريد الاستفسار عنه، وهو: أحس كأن أحداً يضغط أو يُطبِق صدري بظهري، مع ألم في وسط الصدر (بين الثديين وأول المعدة) مع خفقان في القلب، ضرباته سريعة جداً، مع تنميل في وسط ظهري الذي يقابل صدري مباشرة، مع صعوبة في التنفس قليلاً.
لدي أيضاً ملاحظة أخرى: عندما أرفع من الركوع والسجود أحس بألم قوي في صدري، كأن جبلاً عليه، مع صعوبة في التنفس، فما سببها -بارك الله فيكم- لأن هذا الأمر تكرر معي أكثر من مرة، وأنا فتاة غير متزوجة، عمري 22 سنة، ولأول مرة أشتكي من التنميل، لكن ضغط الصدر مع الخفقان دائماً يحصل لي.
أرشدوني بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الصابرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن هذه الأعراض التي وردت في رسالتك هي أعراض نفسية ناتجة من انقباضات عضلية تحدث لك في منطقة الصدر، لكن كنوع من التحوط الطبي ننصح أيضاً بأن تقومي بإجراء تخطيط للقلب، أرجو أن لا يزعجك هذا الكلام أبداً؛ حيث إنني على ثقة كبيرة جدّاً أنه -إن شاء الله- لن يوجد أي علة في قلبك، ولكن ضوابط الجودة الطبية والمعايير الجيدة دائماً تحتم علينا طلب مثل هذا الفحص.
أيتها الفاضلة الكريمة! القلق له مكون نفسي وله مكون جسدي، فالمكون النفسي يتمثل في الشعور بالتوتر والانفعال والضيق، وربما شيء من الخوف، والمكون العضوي للقلق يتمثل في انقباضات عضلية تظهر في شكل آلام أو ضغط على منطقة معينة - مثل الذي يحدث لك الآن - كما أن سرعة خفقان القلب ناتجة من إفراز مادة تسمى بمادة الأدرينالين، وهي دليل على وجود القلق النفسي.
أود أن أضيف لك فحصاً آخر، وهو فحص وظائف الغدة الدرقية؛ لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية أيضاً في بعض الأحيان يؤدي إلى سرعة في ضربات القلب، وهذه مجرد تحوطات أرجو أن تأخذي بها.
بالنسبة لعلاج حالتك أيتها الفاضلة الكريمة! اطمئني أن الحالة نفسية، ولا نعتقد أنه توجد أي علة في القلب، ولكن إجراء الفحوصات الخاصة بالقلق والغدة الدرقية سوف تطمئنك كثيراً.
ثانياً: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أريدك أن تتدربي عليها، ولتعرفي هذه التمارين على أصولها وبجودة عالية يمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو (CD) من أحدى المكتبات الكبيرة في المملكة العربية السعودية، ومن خلال هذا الوسيط (الكتاب أو الشريط أو الـ CD) يمكنك التدرب على هذه التمارين.
ثالثاً: أريد أن أصف لك دواء بسيطاً جدّاً، هذا الدواء غير إدماني وغير تعودي، وفائدته كبيرة جدّاً، وهما: الدواء الأول يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) ويسمى علمياً باسم (فلوبنتكسول) تناوليه بجرعة واحد مليجرام (حبة واحدة) صباحاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.
أما الدواء الثاني الأساسي فيعرف تجارياً باسم (سيبرالكس) واسمه العلمي هو (استالوبرام) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تناوليه مساء بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم ارفعيها إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذه الأدوية -إن شاء الله تعالى- سوف تزيل عنك هذا القلق وهذه الآلام، وبجانب ممارسة تمارين الاسترخاء سوف تجدين أن حالتك قد تحولت بصورة إيجابية جدّاً، وعليك التركيز على دراستك بصورة جيدة ومنتظمة، وأن تتواصلي اجتماعياً، هذا كله فيه خير لك، ويبعد عنك - إن شاء الله - كل هذه الأعراض التي تعانين منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.