الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لأختي رجل بخيل قليل التدين، فهل نوافق عليه؟

السؤال

تمت خطبة أختي لدكتور يعمل بالخليج، وهناك توافق بينهم –فقط- من جهة التعليم، ولكن المشكلة أن تدينه قليل، وبعد رجوعه من السفر اتفق معنا على شراء شقة، ولكن وجدناه يراوغنا، ومتحفظ جداً، ولا يتحدث عن نفسه بأي شيء.

خرج مع أختي بصحبة أخي فاكتشفت أنه بخيل، حيث فعل أشياء لا تصدر حتى من شخص فقير، يخرج مع خطيبته لأول وآخر مرة قبل سفره، فخفنا منه، وقررنا إنهاء الموضوع -خاصة أنه مسافر- ولن نستطيع معرفته جيداً، ولكن تأسف بعدها، وعرف خطأه.

بعدها فوجئنا أنه اشترى شقة، وأخذ أبي وأمي وأختي لرؤيتها، على الرغم من حدوث مشكلة بسبب الشقة من قبل، ولم يذكر وقتها أنه يبحث عن شقة، وفي أثناء رؤية الشقة كان مع أبي لوحة الإعلانات الخاصة بمواصفات هذه الشقة، وتحوي رقم صاحب الشقة التي يعرضها للبيع، فظن خطيب أختي أن أبي سيأخذ الرقم لكي يسأل عن ثمنها، فأحرج أبي، وقال له: لماذا تأخذ هذا الرقم؟ وماذا ستعمل به؟

على إثر ذلك قرر أبي إنهاء الموضوع، والمشكلة الآن أنه بعد انتهاء الموضوع بأسبوع وجدناه يتصل بأختي، ويتأسف بشدة هو وأبوه، ويريدون العودة مرة أخرى، ونحن خائفون منه، ولكن المشكلة أنه (شاري أختي) على الرغم من تلك المشاكل يأتي بعدها يعتذر، وأكثر ما يخيفنا أن يكون بخيلاً.

ماذا نفعل؟ هل لنا الحق في المخاوف أم نقبل اعتذاره؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ايات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخت الكريمة، أسأل الله أن يبارك فيك، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بأختك وانشغالك عليها، ونحن في إسلام ويب سعداء بتواصلك معنا.

من خلال سؤالك -أختي المباركة- يتضح في الخطيب المتقدم ميزة، وثلاثة عيوب:

أما الميزة: فهو أنه رجاع عند الخطأ، ويعتذر دون تكبر، ويحاول إصلاحه وعلاجه.

أما عيوبه فهي:
1- قليل التدين.

2- بخيل في النفقة.

3- سيئ الظن.

إن الأمر في بدايته، فأنا أنصح أختي بعدة أمور:

- أولاً: التأكد من الخاطب عن طريق السؤال عنه، والاتصال بالبلدة التي يجلس فيها، والاطمئنان على تدينه أولاً، فقد قال رجل للحسن البصري: قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوجها؟ قال ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.

- أرجو منك -أختي- ألا يكون وضعه الاجتماعي له دور في التقييم، فالسعادة لا تأتي بكثرة المال، ولا بقوة المنصب، ولا بعظم الجاه.

- لا تتخذوا قراراً إلا عقب الاطمئنان، مع الوضع في الاعتبار أن الرجل ربما لم يعتد الخلطة الاجتماعية، وقد يكون فعله ذلك ناتجاً عن جهل لا عن بخل، وقد يكون تدينه طيباً، فأنصح بعدم اتخاذ أي قرار قبل التأكد من الخاطب.

في الختام أسأل الله أن يوفق أختك إلى ما فيه صلاحها، وأن ييسر لها أمرها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً