السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل/ أختي الفاضلة:
أفادكم الله بعلمكم وجعلني أخطو خطاكم في مسيرة العلم وأصبح عالمة استشار فأشير وأنير لكل مستفهم الطريق بعد الله عز وجل.
لم أكتب إليكم إلا لأني موقنة بأنها حالة مرضية نفسية متطورة ما يعانيه أخي الصغير، هو في السنة الرابعة عشر من العمر في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، بدت مشكلته منذ سن التاسعة إن لم تخن الذاكرة، بدأ أولاً بتقليد الأطفال في حديثه في فترات متفاوتة واستمر على هذا الوضع حوالي سنة أو سنتين، تطورت الحالة وأصبح انطوائياً ويكره الاجتماعات، وفي الاجتماعات تجده حازماً صارماً لا يتحدث إلا كلمة أو كلمتين، يكره الدراسة وينجح بذكائه، فهو يبلغ من الذكاء الشديد ما يجعلنا نظن أن حالته فرط في العبقرية، والحالة في ازدياد، أصبح طوال يومه يتكلم بطريقه الأطفال في شقلبة الحروف وعدم نطق بعضها، وهزليا دائماً ويفتقر إلى الجدية، بل لا أذكر أخر مرة رأيته فيها جدياً، منذ زمن لم يخرج من الدار، وآخر مره خرج فيها رأيته جديا.
عنيد من الطراز النادر، جسمه ضعيف جداً، إلا أنه يثير المشاكل رغبة منه أن تحدث، وتجده يصارع ولا يمل ولا يكل من إزعاج الآخرين، في حالة إزعاج دائم إلى أن ينام، ولا أخفيك من شدة إزعاجه للآخرين أصبح نومه تغييرا جذريا في حياة الجميع، إزعاجه من النوع المستفز، كأن يأتي ويضربك ويمد لسانه ويذهب بعيدا، ويلوح لك ثم يعود مجددا ويقترب من إذنك ليهمس بالصفات القبيحة علها تثيرك فتضربه فيرد لك الضرب بمثله.
الآن أصبح دائم التشبه بالأطفال حتى في مشيته، يومه كله بين قنوات التلفاز وألعاب البلايستيشن، لا يمارس أي طقوس مرحة في حياته، سوى التلذذ بتعذيب أخيه الأصغر، بالدعاء عليه، علماً بأن من يصغره سناً يكره أن يدعى عليه، فيستخدم هذه الطريقة كي يبكي ويستمر حتى يصرخ أخي طالباً العون.
لا يرضخ لأحد أبداً، ومع الأسف والداي إما ينهرانه أو يتحدثان معه بقوانين ما أن يأتي النهار حتى تجد كلام الليل قد انطوى مع ليلة، كم مرة قلت لهما أنه يحتاج إلى طبيب نفسي فحالته فظيعة، وأشد من ذلك، إلا أنهم يتحاشون هذا الحل، لا أعلم أهو جهل إلى وقتنا الحاضر بدور الطبيب النفسي؟ أم أنهم لا يعتبر ابنهم من مهامهم الضرورية! علماً بأن والدتي طيلة يومها تعمل ووالدي خارج المنزل لفترات طويلة، والحالة بدأت معه منذ أن ولد أخي الذي يليه وبدأت تتطور، أحتاج مساعدتكم، فوالله لا أطيق النظر وفرك اليدين والقول بأن ليس هناك لها حيلة.