السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الأفاضل أتمنى، وأرجو من الله أن أرى الإجابة الشافية منكم، والشكر لله بأن يسر لي التواصل معكم.
أنا فتاة عمري 22 عاما، أرسلت لكم من قبل أني فعلت ذنبا في طفولتي، وقد اجبتموني بأنني لن أحاسب عليه، وعلي بكثرة الاستغفار، وحين أتى رمضان بدأت بالطاعات، وأصبحت محافظه على صلاتي، والله شعرت بلذة الإيمان إلى آخر العشر الأولى، ثم بعدها داهمتني بعض الأفكار الوسواسية عند قراءة القرآن وأكاد أجن منها، وكلما انتهيت من فكرة تأتي فكرة أخرى فأكاد أجن.
ولدي تساؤلات كثيرة حول القرآن، على أنني من قبل لم أكن أسأل، كنت أقول سبحان الله وأصمت لأنني أعرف بأنه كلام الله، أما الآن فأنا أصلي بلا خشوع، وكلما سمعت عن معجزة أقول في نفسي من الأحاديث التي أكاد أن أجن منها، بدأت أكره نفسي، وأقول أنني لا أستحق أي شيء، مع أنه كان هدفي الدعوة إلى الله بحكم تخصصي، لكني الآن مع بداية السنة تحمست قليلا، وعندما اسستسلمت للوسواس أصبحت لا أهتم لا بدراسة ولا بشيء وأقول لماذا الناس تهتم بدراستهم وجميع حياتهم؟
وكلما أعطاني الأهل مالا أطلب القليل منه على أنني لا أستحقه مثل باقي الفتيات لأنني تذكرت الماضي الذي فعلته رغم نسياني له في رمضان، وأن الله سيغفر لي، ولكن الآن أقول من المفترض أن لا أقابل أحدا، وأن جلو سي في البيت أفضل.
والآن ما هي إجابتكم لي، فأنا الآن أفقد غيرتي على ديني، لم أكن هكذا حتى حين كنت أؤخر الصلاة، أيضا لم أكن هكذا، والله كنت أدافع، وأنصح الفتيات بأن يتركوا كل معصية كالنمص، وأعياد الميلاد، وأيضا أعاني من الرياء، فقد فعلت مرة شيئا بقصد الناس، ولكن كيف أبعد عنه، وأن يكون كل شيء لله.
لا أعلم ماذا حل بي!؟ توالت علي الأفكار، وبدأت أجن، أحيانا أجلس مع الناس، وأفكر بشيء آخر.
كرهت نفسي، لم أعد أرى الحياة من منظور الجمال والبساطة، وكان لدي ثقة بالله في جميع أموري، وأقول بأن كل أمر خيرة واختبار، والآن لم تعد ثقتي عميقة كما كنت من قبل بأن الله سيشفيني من الوسواس الذي داهمني من فترة.
قبل عدة أسابيع كنت أبكي على مقاطع دعوية، ولكن الآن مع مرور أكثر من أسبوع لم تنزل مني دمعة، والقرآن لا أبكي عند سماعه فأنا الآن في مصيبة.
تارة أتذكر الماضي، وتارة الرياء، وتارة الأفكار، وأريد أن تكون أعمالي لله كلها.
فما نصيحتكم؟ وجزاكم الله خيرا.