السؤال
لدي طفلة عندها فرط بالحركة, ودائما تريد ماء, وعندها كثرة تبول, وهي لا تتعب ولا تنام ولا تأكل، أريد أن تقل حركتها, ذهبت بها إلى دكتورة نفسية وقالت: إن لديها فرطا في الحركة، أريد علاجا لحالتها.
لدي طفلة عندها فرط بالحركة, ودائما تريد ماء, وعندها كثرة تبول, وهي لا تتعب ولا تنام ولا تأكل، أريد أن تقل حركتها, ذهبت بها إلى دكتورة نفسية وقالت: إن لديها فرطا في الحركة، أريد علاجا لحالتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إذا صح التشخيص كما ذكرت، فهناك حالة مما يسمى بفرط الحركة، وهناك نوعان منها، الأول فقط فرط الحركة، فالطفل لا يكاد يهدئ في مكان، ودائم الحركة والنشاط، مما يتعبه ويتعب والديه ومعلميه والمشرفين عليه.
الثاني نسميه بفرط الحركة وضعف وتشتت الانتباه (ADHD) فبالإضافة لفرط الحركة، فالطفل يجد صعوبة كبيرة في التركيز والانتباه، وبالتالي تصعب عليه العملية التعليمية، ويسبب هذا له في المدرسة مشكلات كثيرة.
قلت في بداية جوابي (إن صح التشخيص) لأنه مما يؤخذ على بعض الأطباء وبعض الناس، وخاصة في أمريكا، الإسراع في تشخيص كل طفل نشيط بأن لديه تناذرا أو مرض فرط الحركة، ويصفون له الدواء الذي يخفف من فرط حركته، مما يحسن أيضا انتباهه وتركيزه، ولذلك لابد من التأني في تشخيص الحالة، لأن هذا قد يؤثر على الطفل بقية حياته، ولابد من عرض الطفل على طبيب أخصائي صاحب خبرة في هذه الحالة.
لكن إن ثبت التشخيص، فعندها يفضل إعطاء الدواء المناسب لهذا الطفل، وهناك عدد من الأدوية، وكلها من الأدوية المنبهة، ومع أنها من الأدوية المنبهة فهي تساعد الطفل على قلة الحركة، والتي بدون علاج قد لا يستطيع التحكم فيها، بسبب أن دماغه يثير الشحنات الكهربية والكيماوية, والتي تجعله مفرط الحركة لا يقرّ له قرار، بينما بوجود الدواء، ومنها على سبيل المثال "الريتالين" فيستطيع بوجود الدواء أن تخف فرط الحركة عنده، مما يساعده على الانتباه وتعلم ما يحتاج أن يتعلمه من مهارات الحياة، حتى إذا أوقفنا الدواء بعد عدة سنوات يكون الطفل قد اكتسب الكثير من المهارات والسلوكيات التي يحتاجها، مما يعينه على متابعة حياته من دون الدواء.
لا بد من متابعة هذا الطفل من قبل الطبيب أو الممرضة المتدربة؛ لمراقبة نمو الطفل من طول ووزن، لأن هذه الأدوية قد تسبب شيئا من البطء في النمو، مما يتطلب متابعة قريبة، ومستمرة، ولا ينصح أبدا بأخذ هذه الأدوية دون إشراف ومتابعة من الطبيب المتخصص، وهي أدوية لا تباع أصلا من دون وصفة الطبيب، سواء كان الطبيب النفسي، أو طبيب الأطفال.
كذلك لا بد مع الدواء من تفهم الوالدين لطبيعة هذا المرض أو المشكلة، وأنها ليست سلوكا متعمدا مقصودا من قبل الطفل، وإنما هي شيء لا إرادي، ولابد من تعرف الوالدين على بعض المهارات الخاصة في طريقة التعامل مع هذا الطفل، وفي طريقة تربيته.
معظم الأطفال، وبعد تلقي العلاج، يكبرون ويخرجون من هذه الحالة دون عواقب سلبية تذكر، بينما من دون علاج، سيواجه الأطفال مشكلات سلوكية متعددة في البيت والمدرسة، بل قد يطرد من المدرسة لاعتقاد المعلمين بأن هذا الطفل طفل "مشاغب" وخاصة عند المعلمين غير المتدربين بالشكل الكافي.
نسأل الله لكم الشفاء والخير.