الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أخرج من الانطواء والعزلة فأعينوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أحييكم في هذا الموقع الطيب، بارك الله في جهودكم، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم، اللهم آمين.

سؤالي أو استشارتي هي: أنا فتاة عمري 25 عاما متزوجة، كنت في فترة من عمري اجتماعية ومرحة جدا، وفجأة انقلبت شخصيتي إلى انطوائية، ولا أرغب في الكلام، واستمررت على الرقية، وشعرت بتحسن -الحمد لله-

ومشكلتي الآن هي: في حال وجود أشخاص قليلين فأنا أتحدث وأتفاعل معهم، ولكن الجماعات عكس ذلك فلا أتحدث ولا أضحك إلا تبسما وبإحراج شديد، عملت معلمة فترة أربعة أشهر، وكنت منطوية على نفسي: لا أتحدث, ولا أتجرأ على الكلام معهم, بالرغم أنهم جماعة طيبة، وكانوا يدخلوني معهم في كل شيء، ولكني أخجل, ويحمر وجهي، وأبقى ساكتة.

تعبت من هذا الوضع، وأريد أن أكون شخصية أقوى وأجرأ، لا أعلم تفسير ذلك.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

إن ما وصفت في سؤالك حالة نفسية نسميها عادة "الرهاب الاجتماعي", وهي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج, والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وقد يشعر باحمرار الوجه، وخاصة عندما يزيد عدد الناس عن بعض الأفراد، كما ورد في سؤالك، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين, أو ثلاثة.

قد يترافق هذا الخوف, أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية البدنية، كتسارع ضربات القلب, والتعرق, والإحساس وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص بالإسراع للخروج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس، وكأنه سيختنق.

مجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو دون نوبات الهلع.

في معظم الحالات: ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه.

هذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما تكون هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

ربما يفيد التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عند الشخص، ويفيد كذلك أن تحاولي أن لا تتجنبي الأماكن الخاصة التي تشعرين فيها بهذا الارتباك؛ لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، بل على العكس فالنصيحة أن تقتحمي مثل هذه التجمعات المجتمعية، رويدا رويدا ستلاحظين أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية.

في هذا الموقع الكثير من النصائح والتوجيهات حول علاج الانطواء والعزلة يمكنك الرجوع إليها.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً