السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبدئيا أحببت أن أشكر كل من شارك في هذه الشبكة الإسلامية، وأسأل الله العظيم أن ينفع بكم الأمة، وجزاكم الله كل خير.
وشكر خاص لـ د/ محمد عبد العليم على ما قدم لي من استشارة طيبة قد كانت سببا في تغيير حياتي، فجزاك الله خيرا، وآمل أن يجمعني الله -عز وجل- بك في الجنة إخوانا على سرر متقابلين.
كنت قد راسلتك من قبل في استشارة بعنوان "أحلم بأن أكون داعية ولكن رهبتي من محادثة الآخرين تعوقني"، وقد أصبت الرأي حينما بينت لي مثلث الأفكار والمشاعر والأفعال، فقد كانت مبادئي ليست على وفاق مع أفعالي، وقد كان ذلك المسبب الرئيسي في توتري ورهبتي من الآخرين.
بدأت بمجاهدة نفسي قدر استطاعتي، فتركت ما لا ينفع ولا يضر أيضا، وشغلت نفسي بما ينفعها، فطالعت الكتب الديني منها والعلمي، وشاهدت الوثائقيات، وتركت مشاهدة الأفلام، وتابعت أخبار الأمة، وتخليت عن متابعة المباريات، فما هي إلا تعصب كروي، زادني ذلك وعيا وعلما، وعاهدت نفسي بأن أنفع الناس بما أبصرني به الله -عز وجل-.
فبدأت بالكتابة على مواقع التواصل الإلكتروني، وأحبني الناس لما رأوه من مقالاتي وأفكاري، وأندهشوا من تغييري المفاجئ بفضل الله -عز وجل- ثم بفضلك.
لكن واجهتني بعض المشاكل:
- كثرة القراءة وإشغال وقتي بما ينفعني قد زاد من عزلتي عن أصدقائي، فرغم حبهم لي وتمنيهم بالتغيير مثلي إلا أنني لست مرغوبا اجتماعيا، فهم يحبون الفضفضة (وغالبا ما تكون غيبة ونميمة)، وكثرة الضحك فيما يليق وما لا يليق، ولا أجد اهتماما يربطني بهم.
كما أن عدم تقبلي لطباعهم ونفوري منها قد زاد ذلك من نفورهم مني، وكما كنت على الهامش من قبل يوم كان لا يعيرني أحدهم اهتماما، أراهم اليوم يتربصون لأخطائي.
لا أعلم إن رزقني الله -عز وجل- بالصحبة الصالحة هل سأظل انطوائيا كذلك أم لا؟ فقد قضيت حياتي كلها كذلك ونشأت في أسرة هي الأخرى كذلك، فمعيشتنا في البيت هي الأخرى رتيبة، علما بأني أغلب الوقت مغترب؛ لأجل الدراسة أو لتحصيل دورات علمية بالإجازات.
أشتكي أيضا من صداع "شبه دائم" يستمر لبضعة أسابيع، وقد يزول ليومين أو ثلاث ثم يعود مرة أخرى، ويزيد حدة مع كثرة التفكير والضغط الدراسي أيضا والذي لا مفر منه، وقد زاد هذا أيضا من انطوائيتي، فلا أشعر بالتركيز مع ثقل رأسي والصداع المستمر.
مع العلم أنه قد أصابني القولون العصبي منذ سنة تقريبا، وممتنع عن الأطعمة المضرة له، إلا أن هذا الصداع قد لازمني من قبل أن يصيبني القولون.
لا أعرف إن كانت حياتي الرتيبة هي من سببت لي هذا الصداع، أم أن هناك شيئا آخر أجهله.
وشكراً.