السؤال
عمري 33 سنة، موظف، منذ الطفولة كنت أعاني من خوف أثناء السفر، ويبدأ هذا الخوف عند قرار الأهل بأننا سنذهب للسفر إلى أي مكان، وفي يوم السفر أو في الليلة التي يأتي بعدها السفر يبدأ حديث النفس لديّ ويستمر، وعند الركوب بالسيارة للسفر أبدأ أتقيأ، وهكذا إلى الوصول للمكان المقصود، وفي المكان الذي نذهب إليه أرجع إلى طبيعتي، وعند قرار العودة إلى البيت تبدأ نفس الأعراض إلى أن نصل إلى بيتنا.
وهناك أيضا نفس الأعراض: خوف، فقدان شهية، اضطراب نفس قبل الامتحان، وعند أي موقف، كمرض أحد أفراد العائلة، وهكذا.. وكانت بنيتي ضعيفة بسبب فقدان الشهية إلى مرحلة ما بعد الدراسة المتوسطة، الحالة مستمرة، وبعدها بدأت حالة هي: عند إصابتي بالأنفلونزا أو التهاب اللوزتين أو الأمعاء يأتي معها اضطراب نفس وتقيء يستمر لساعات متواصلة او متقطعة قد يستمر ليوم أو يومين، وتتكرر هذه الحالة كل سنة تقريبا عند إصابتي بأي مرض، وكان اضطراب نفس ملازما لي طول حياتي، تأتي أيام قد يكون بدون أسباب واضحة، وفي الكلية السنة الثالثة فقدت أحد الأصدقاء فجأة؛ حيث أصيب بمرض وتوفي بدون مقدمات، وبعد أسابيع من وفاته بدأت بفقدان الشهية، وتطورت الحالة إلى اضطراب نفس ثم تقيء استمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة، حتى أن معدتي كانت فارغة، وبعدها بدأ يخرج مع القيء دم.
المهم دخلت المستشفى ووضعوا لي مغذيا، وأعطوني أدوية للقرحة والالتهابات، وقمت بإجراء تحاليل شاملة وسونار ومنظار المعدة، وأشعة ملونة للمريء والمعدة، وكل التحاليل والفحوصات لم تظهر أي شيء، بعدها بدأت هذه الحالة تأتي كل أسبوع أو شهر، على الأكثر الحالة هي: (فقدان للشهية، ضيق النفس وكأن جبلا على صدري، شبه إسهال، وتظهر أحيانا معه مادة مخاطية، ويزداد اللعاب في فمي، وأقوم ببلع الريق وكأني أبلع مادة ثقيلة أو هي صعوبة في البلع تبدو هكذا، وبعدها يبدأ التقيؤ، ويستمر أيضا ليوم أو يومين، وهو فقط تقيؤ لعصارات المعدة؛ لأنه عندما يبدأ اضطراب نفس لا أستطيع أكل أي شيء، والتقيؤ هو لعاب أشبه بالرغوة -الصابون- وعند التقيؤ تأتي رجفة في أعضاء الجهاز الهضمي، أحس بها كأنها تتحرك داخل بطني، وعند القيء أتصبب عرقا، وعند توقفه لفترة قصيرة أشعر بالبرد والرجفة، وقبله أشعر بخوف مجهول السبب أو أعتقد أنه من أنني سأتقيأ، وهو من تجارب سابقة مماثلة.
وبعد أن يذهب القيء ترجع شهيتي إلى طبيعتها، ويذهب الثقل وضيق النفس في صدري، وأعود إلى طبيعتي، وبقيت تتكرر هذه الحالة لمدة أكثر من سنتين دون معرفة واضحة للسبب، وبعدها ذهبت إلى طبيب أخصائي أنف وأذن وحنجرة، وكنت أتقيأ فقام الطبيب بفحصي وأخبرني بأن أذهب لطبيب نفسي وفعلاً ذهب للطبيب النفسي وأخبرته بالحالة فقال لي إن هذه الحالة تسمى: رفض الواقع الذي تعيشه، وهذا التقيؤ هو تفريغ للواقع، وأعطاني علاج كبسولة تركيب تحتوي على 12 ونص بالمية تربتيزول و5 بالمية لبريوم كبسولة ظهراً، وكبسولة ليلاً، وإنفرانيل 25 مليكرام 3 مرات باليوم، وبعدها أصبحت 4 مرات، وتحسنت حالتي، وانفتحت شهيتي، وذهب التشاؤم، ونظرتي للحياة أصبحت أجمل، كما يقال احلوت الحياة بعيني، ومن ذلك اليوم إلى الآن حالتي مستقرة لا يوجد اضطراب نفس وأنا مستمر على العلاج منذ 4 سنوات، والآن أصبح الانفرانيل حبة واحدة ليلاً 25 مليكراما، والكسبولة التريبتيزول كبسولة ظهراً، وكبسولة ليلاً.
لكن منذ أشهر أصبحت لا أرغب في الحياة، ليس لديّ أمل بأي شيء، حياة مملة، ونظرتي إلى الحياة تشاؤمية وغير مرتاح، متنرفز أكثر الأوقات، نومي جيد، وشهيتي جيدة، رغم أني مقبل على زواج، فهل هو خوف من بداية حياة جديدة أم لا؟
ذهبت إلى الطبيب النفسي المعالج، وأخبرته بما أمر به، ووصفت له ما أشعر به فأعطاني دواء بروزاك 20 ثلاث مرات في اليوم، استمريت عليه لمدة ثلاثة أشهر، ولكن رجع اضطراب النفس وخوف خفيف، وعدت إلى الانفرانيل حبة ليلاً 25 أرجو منكم توضيح هذه الحالة، ووصف العلاج لها، وأني مقبل على زواج في الأشهر القادمة، وعند التفكير بالمسؤولية أشعر بخوف اضطراب نفس خفيفين.
شكراً لكم.