السؤال
السلام عليكم
أنا رجل متزوج ولدي طفلان، في الأربعين من عمري، مند الصغر وأنا أعاني من الخجل، وأعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك هو كبر شفتي، ولا أخفيكم القول أني أحيانا أرى أنهما طبيعيتين وتناسبان وجهي.
وبالرغم من كوني كنت متفوقا في دراستي الجامعية بعد انتكاسة مررت بها في التعليم الثانوي بسبب الخجل، إلا أنني أخاف أن أكون مركز اهتمام ونظر الآخرين، خاصة إذا كانوا كثيرين، كما أنني أخاف من أن أقع في المواقف المحرجة، وأخاف التحدث في التجمعات لأنني أعرف بأنني سأرتبك وتزداد سرعة ضربات قلبي، ويحمر وجهي وترتفع حرارته، وقد أتلعثم فأضطر للانسحاب، بل إن مجرد التفكير في الوقوع في هذه المواقف يرهبني ويزعجني.
كما أنني أتجنب الحديث مع المسؤولين والغرباء، وأحس بأنهم يركزون أنظارهم على شفتي فأختصر حديثي ببعض الكلمات المقتضبة دون استكمال لوجهة النظر التي أريد إيصالها.
لقد أضعت الكثير من فرص النجاح والترقيات بسبب هذه المشكلة، مع العلم أنني كثيرا ما أحاول القيام بالمواجهة، ولكن أتردد كثيرا وأفشل، فمثلا أعددت عرضا تقديميا للتعريف بالجمعية التي أنتمي إليها، فأعجب به جميع زملائي وطلبوا مني أن أقدمه لزوار أتوا من خارج مدينتي، فوافقت في البداية، وتمرنت أمام الكاميرا والمرآة متخيلا نفسي أمام جمع من الحضور، وكنت راضيا عن نفسي من حيث الشكل والإلقاء، إلا أنني في النهاية اعتذرت عن القيام بالمهمة، فقام بها شخص آخر بعد أن ساعدته في كيفية استعمال العرض، وبالفعل قام بذلك لأنه كان يمتلك الشجاعة، وكان العرض ليس بالصورة التي أتمناها لو كنت أنا مكانه، ولكن مع كل ذلك نال هو الثناء من قبل الحضور.
لقد تعبت من هذا الخجل الذي يقيدني ويعيق طموحاتي وانطلاقي في الحياة الاجتماعية والعملية، فهل هناك دواء يساعدني في التخلص من هذه المشكلة؟ ثم هل هناك دواء سريع المفعول؟ لأن جمعيتنا ستقيم حفل تكريم قريبا وقد يطلبون مني إلقاء كلمة.
في النهاية أعتذر عن الإطالة، وشكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.