السؤال
السلام عليكم.
أعاني من آلام في المعدة مع حموضة، راجعت الطبيب، قال إنه ارتجاع في المريء، لكن الحموضة مستمرة معي منذ شهر.
السلام عليكم.
أعاني من آلام في المعدة مع حموضة، راجعت الطبيب، قال إنه ارتجاع في المريء، لكن الحموضة مستمرة معي منذ شهر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهناك أعراض كثيرة غير الإحساس بالحرقة في أسفل الصدر، وقد يشكو بعض المرضى من الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض لآخر.
من المهم معرفة العوامل التي تزيد من الارتجاع لتجنبها، ومنها تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة، فإن هذا يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، ومن العوامل التي تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب، كما أنه أحياناً يكون الارتجاع مترافقاً مع فتق فم المعدة، مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.
زيادة حموضة المعدة، لها أسباب متعددة منها: (تناول الأدوية المسكنة، التدخين، تناول الكحول، تناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، قرحة المعدة، القلق والتوتر).
ولتشخيص المرض لابد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك.
أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحياناً نحتاج لأخذها مرتين.
عدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع؛ لأن بعض الحالات تكون شديدة ومعندة على العلاج، ومن ناحية أخرى على المريض الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة، والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
العلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، وأحياناً لسنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات قد يلجأ لجراح لإجراء عملية جراحية إن لم يتم التحكم بالأعراض بالأدوية والإجراءات التي تم ذكرها.
والله الموفق.