الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصداع والتهاب الجيوب الأنفية... هل السبب التوتر والقلق؟

السؤال

أعاني منذ حوالي 8 أشهر من صداع الجبهة الأمامية من الرأس وفي العين، وعدم تركيز، والتهاب الجيوب الأنفية، وطنين بالأذن، وأتعب من الصوت العالي، كشفت على النظر ولم يظهر شيء، كنت أظن أنها التهاب في الجيوب الأنفية، لكن بعدما عملت أشعة على الجيوب الأنفية لا يوجد التهاب مزمن، لدي التهاب عادي، ونصحني الطبيب بالذهاب إلى دكتور مخ وأعصاب، وعملت أشعة مقطعية على المخ، وهو سليم -والحمد لله- نصحني الطبيب بالابتعاد عن التوتر، وكتب لي علاجاً ولم يأت بنتيجة، والعلاج بدأ يتعبني جدا وتركته.

علماً بأني أحياناً أشعر بشد في مفصل يدي اليسرى حتى الأطراف، ورجلي اليسرى أيضاً، وأشعر بشد في خدي الأيسر، وشد في الفك والكتف الأيمن، وأيضاً يوجد بروز في القفص الصدري من الجهة اليمنى، فهل لها علاقة بالشد؟
وقد عملت أشعة على الفقرات في الكلية الحربية وطلعت سليمة، فهل تعتبر الحجامة علاجاً لي؟ وهل توجد فحوصات أخرى لسبب مرض آخر ممكن أعملها؟ أفيدوني -جزاكم الله خيراً-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد تدارست رسالتك، والذي أقوله لك أن الفحوصات التي أجريتها كلها فحوصات جيدة وتخصصية، والنتائج كلها سليمة، لذا أرى أن العلة التي تعاني منها يظهر أن القلق والتوتر بالفعل ربما يكون هو العامل الأساسي الذي سببها، ومثل هذه الحالات نسميها بالحالات النفسوجسدية، ونقصد بذلك أن درجة ما من القلق أو التوتر أو الاكتئاب البسيط قد تؤدي إلى تجسيد الأعراض، بمعنى أن يشعر الإنسان بآلام أو انشدادات عضلية متنقلة هنا وهناك، ويكون هنالك عدم ارتياح عام.

الذي أود أن أقترحه لك هو أن تذهب إلى الطبيب النفسي، والحمد لله تعالى مصر بها الكثير من الأطباء المتميزين، اذهب إلى الطبيب النفسي، وخذ معك كل الفحوصات التي قمت بإجرائها ومن ثم سوف يتدارسها الطبيب مرة أخرى، ويستطيع أن يوجه لك العلاج النفسي، ربما تحتاج فقط للتدرب على تمارين الاسترخاء، وفي ذات الوقت الأدوية المضادة للقلق والمحسنة للمزاج مثل عقار موتيفال – مثلاً – قد تكون جيدة ومفيدة جدًّا لك.

هنالك إجراءات بسيطة أيضًا تفيد الإنسان كثيرًا في التخلص من مثل هذه الأعراض، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وملء الفراغ، والاجتهاد في الدراسة، التواصل الاجتماعي... هذه كلها سبل علاجية ممتازة جدًّا، كما أن تمارين الاسترخاء ذات فائدة لتقليل التوتر، ولابد من عدم الاحتقان داخليًا، وأقصد بذلك أن لا تكتم بداخلك، حاول أن تفرغ أو تفضفض كما يقولون، وهذا أيضًا يأتي من خلال التواصل الاجتماعي الجيد، وكن حريصًا على الدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن دائمًا.

الحجامة لا أعتقد أنها ذات فائدة في مثل حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً