الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل السحر يمنع الإنجاب؟

السؤال

أختي متزوجة منذ 8 سنوات، لم تنجب، كان السبب في البداية ضعفاً لدى زوجها، ثم تعالج، وأجرت تلقيحاً اصطناعياً (طفل أنبوب) منذ عامين ولم ينجح! وكانت ترى في أحلامها أفاعي وقططا، إلى أن اجتمعنا بأخت فاضلة وقالت بأن فيها سحراً ولها (تابعة) تستقر في رحمها، وتمنع تعشيش الحمل، وكانت أيضاً ترى في أحلامها مثل الجن تنام بينها وبين زوجها، وهذه الأحلام تتكرر كثيراً.

أرجو إرشادي الى طريقة علاجها والقضاء على التابعة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله الجليل جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيك عن أختك خيرًا، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنها كيد شياطين الإنس والجن، وأن يمنّ عليها بذرية صالحة طيبة مباركة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة، فقد تكون أختك فعلاً تعرضت لنوع شديد من أنواع السحر، ترتب عليه حرمانها من الذرية حتى هذه اللحظة، ولقد أكرمنا الله تبارك وتعالى بأن جعل لكل داء دواء، كما أخبر بذلك الحبيب المعصوم - صلى الله عليه وسلم – والذي ورد عنه أنه قال: (تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داءً إلا خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله) وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم- : (تداووا ولا تتداووا بحرام –أو بمحرم- ) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم- .

وعلاج هذا إنما هو في الرقية الشرعية، والرقية الشرعية هي عبارة عن مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ورد بعضها عن النبي -صلى الله عليه وسلم– بصيغة مباشرة، أو ورد بعضها عن بعض الصالحين المجربين الذين عالجوا السحر والمس والحسد والعين بآيات القرآن وأحاديث السنة، فثبت لديهم أن هذه الآيات لها أثرها الفاعل بإذن الله تعالى في القضاء على هذه الاعتداءات الشيطانية على جسد المسلم.

ولذلك أنصحك بأن توصي أختك بالتوجه إلى أحد الرقاة الشرعيين الثقات، شريطة أن يكون معروفًا بسلامة المعتقد وصحة العبادة، وأن لا يستعمل أشياء من الخرافات أو البدع أو الشركيات أو الاستعانة بالجن أو غير ذلك، ولا يوجد الآن بلد من بلاد العرب والإسلام أو غير ذلك إلا وفيه العشرات بل المئات من الرقاة الشرعيين الثقات الذين يعرف عنهم سلامة العقيدة وصحة الالتزام بسنة النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

فأنصح بالاستعانة بعد الله تعالى بأحد هؤلاء الرقاة الشرعيين المتمرسين الثقات الذين سوف يعالجون هذه الحالة بإذن الله، وسوف يتم القضاء على هذه الأعراض نهائيًا، وسوف يمنُّ الله تبارك وتعالى عليها بالذرية الصالحة.

ولكني لاحظتُ في آخر رسالتك بأنك ذكرت اسم أختك وزوجها، وكأنك تظنين بأن هناك من يسلك هذا الطريق، وهو مسألة معرفة أم المريض أو معرفة أم الزوج أو الزوجة أو غير ذلك، وهذا يدل على أنك – واسمحي لي أن أقول – تحملين أفكارًا غير صحيحة؛ لأن الذي يسأل عن اسم الأم دائمًا هم السحرة، ولكن الذين يعالجون بالقرآن والسنة ليسوا في حاجة إلى معرفة اسم المريض حتى يعرفوا اسم أمه، لأن هذه الحالة هي عبارة عن اعتداء من الجن على الإنس بصورة أو بأخرى، وبمجرد قراءة آيات وأحاديث الرقية سوف تبرأ الحالة بإذن الله تعالى، أما مسألة السؤال عن الأم سواء كانت أم الزوج أو الزوجة فهذه هي طريقة أهل الدجل وأهل السحر والشعوذة، ولذلك عليك أن تستغفري الله تعالى وأن تتوبي إليه من ذلك.

كما أوصيك بارك الله فيك أنكم إذا وجدتم أحدًا يعالج ويسأل عن أم الزوج وأم الزوجة أن تعلموا أنه دجال؛ لأن النبي عليه صلوات ربي وسلامه عالج كثيرًا من الحالات التي وجدت في عصره ولم يثبت أنه سأل عن أم الزوج أو أم الزوجة، وكذلك الصحابة -رضي الله تعالى عنهم– والأئمة الأربعة الكبار وغيرهم من علماء الإسلام، ما كانوا يسألون أبدًا عن أم الزوج أو أم الزوجة؛ لأن هذا هو طريق السحرة والكهنة والعرافين والمشعوذين، أما الذين يعالجون بالكتاب والسنة فهم ليسوا في حاجة إلى معرفة أسماء أي أحد لا اسم المريض ولا اسم أمه ولا اسم أبيه.

ولذلك أقول: عليك أن تستغفري الله تعالى من هذا المعتقد الذي قد يضرك في عقيدتك.

إذاً: لنبحث عن الرقاة الثقات الذين عرفوا بالمحافظة على الصلاة في جماعة، وسلامة الاعتقاد، والالتزام بالسنة الظاهرة، وهم كثر والحمد لله في بلاد الإسلام، وعادة هؤلاء موجودون في مساجد أهل السنة في بلاد الإسلام، ويُعرفون بأنهم من أهل السنة وأنهم من أهل الصلاح والديانة، وأبشري بفرج من الله قريب.

ومع هذا الأسلوب وهذه الوسيلة علينا بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يرزقهم الله الذرية الصالحة، فأنتم تجتهدون لها في الدعاء، وكذلك الوالدة إذا كانت موجودة أو الوالد، وأم الزوج كذلك، لأن دعاء الوالدين للولد لا يُرد كما أخبر الحبيب المعصوم -صلى الله عليه وسلم-.

كما نوصي الأخت الفاضلة وزوجها بكثرة الاستغفار؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– أنزل الله عليه قوله: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}، فعليكم أن توصوهم بكثرة الاستغفار، كما أيضًا أتمنى أن توصوهم بكثرة الصلاة على النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم– لأن النبي بيّن -عليه صلوات ربي وسلامه- أن الذي يحافظ على الصلاة عليه يُكفى همّه ويغفر الله له ذنبه.

كذلك أيضًا أوصيهم بأن يجتهدوا بأن يكونوا على وضوء معظم الوقت، وأن يحافظوا على أذكار الصباح والمساء، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، وكذلك أيضًا: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) وكذلك (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا وأخرى مساءً، وكذلك قراءة آية الكرسي، وسورة الإخلاص والمعوذات وخواتيم سورة البقرة.

بذلك -إن شاء الله تعالى– سوف نساعد الراقي مساعدة قوية جدًّا، وسوف نخلص أنفسنا من أي اعتداءات شيطانية.

ومع كل ما ذكرنا فأيضاً ننصح أن لا يهمل جانب العلاج الآخر، وهو الجانب الطبي، ويمكن إعادة السؤال إلينا بطريقة مفصلة عن حالتها الطبية لنحيلها على الطبيبة المختصة، ويمكن ايضاً مراجعة الاستشارات ذات الصلة عن القليح الصناعي ومدى نجاحه.

أسأل الله تعالى أن يمنّ عليها بذرية صالحة طيبة مباركة عاجلاً غير آجل، وأن يصرف عنها كيد شياطين الإنس والجن، وأن يثبتها وزوجها على الحق، وأن يقر أعينهما بالذرية الصالحة الطيبة المباركة.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً