الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول دواء زبركسا فهل له أعراض جانبية إن استخدم لفترات طويلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استخدمت زبركسا لمدة ثلاث سنوات، حبتين ثم حبة، ثم نصف حبة بالتدريج، ثم توقفت، وبعدها بستة شهور عادت لي الأعراض، واستخدمت دواء سيروكويل 200 ملم حبة واحدة، والحمد لله تحسنت، فهل أستمر على هذا الدواء طوال حياتي خوفاً من الانتكاسة أم ماذا ترون؟ وهل هناك أعراض جانبية لاستخدام الدواء لفترات طويلة؟ علماً بأني متزوجة، فهل له تأثير على الحمل أو الرضاعة؟ ولا أستطيع النوم في حالة توقف الأدوية.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن استخدام عقار (زبركسا) لمدة ثلاث سنوات هذا يدل أن حالتك تستحق وتتطلب أن تكون هناك متابعة طبية نفسية.

الحمد لله تعالى كانت استجابتك ممتازة جدًّا للعلاج الدوائي، وهذا بفضل الله أولاً وأخيرًا، ثم أبحاث كثيرة جدَّا أشارت أن بداية العلاج حين تكون مبكرة – أي مع بدايات المرض – هذا دائمًا يؤدي إلى نتائج رائعة جدًّا، ومن المشاكل التي نشاهدها من خلال ممارساتنا العملية هي أن بعض أهل المرضى لا يأتون بهم مبكرًا إلى مرافق العلاج، فالاستجابة الدوائية دائمًا تكون أفضل وممتازة في بدايات الحالة.

لقد أحسنت في أنك كنت متهمة جدًّا بعلاجك، وأنا حقيقة أشكرك كثيرًا على ذلك، وأقول لك أن استخدامك الآن للسوركويل - والذي يعرف علميًا باسم كواتبين – هو أيضًا إجراء صحيح جدًّا، وقد أكرمك الله تعالى للاستجابة الدوائية ممتازة على هذه الجرعة الصغيرة، حيث إن مائتي مليجرام يوميًا تعتبر جرعة وقائية أكثر مما هي علاجية، فكوني حريصة جدًّا على تناول الدواء، وفي ذات الوقت أنا أفضل أن تكون هنالك متابعة مع الطبيب النفسي، وما دامت حالتك مستقرة، هذه المتابعة قد تكون مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وهذه ليست إشكالية أبدًا، فالسوركويل يتميز بأنه دواء نقي ونظيف جدًّا، وهذا يجعله خاليًا تقريبًا من الآثار الجانبية السلبية.

من أكثر الآثار السلبية التي يشتكي منها من يتناولون الأدوية النفسية بصفة عامة هي زيادة الوزن، السوركويل قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لكنها بسيطة جدًّا، ومن أجمل مميزاته أنه لا يرفع هرمون الحليب لدى النساء، ونعرف أن هرمون الحليب مهم جدًّا فيما يخص تنظيم الدورة الشهرية، كما أنه ربما يؤخر الحمل إذا ارتفع، فالحمد لله أنت تتناولين دواءً سليمًا، دواءً فاعلاً، دواء ليس له آثار جانبية، استجابتك ممتازة جدًّا على جرعة صغيرة، وهذه نعم عظيمة أرجو أن تحافظي عليها.

بالنسبة لموضوع الانتكاسة: لا تنزعجي، لا أقول لك أنك سوف تتناولين هذا الدواء طول الحياة، وفي ذات الوقت لا أقول لك يجب أن تتوقفي عن الدواء، لا، كلاهما قد لا يكون صوابًا، الصواب هو أن تتناولي الدواء بانتظام، وأن تكون هنالك متابعة، وإن شاء الله تعالى يأتي اليوم الذي قد لا تحتاجين فيه إلى الدواء، وحتى إن احتجت للدواء فهذا ليس فيه منقصة أبدًا؛ لأن هذا الدواء سليم وفاعل، وأنا أبشرك بأن الاكتشافات العلمية فيما يخص الأدوية الجديدة والطرق العلاجية الأخرى تسير بخطوات متقدمة جدًا، فربما تجدين مركبات أو وسائل علاجية أخرى تختصر الطريق جدًّا وتجعل مدة العلاج قصيرة.

إذن بالنسبة لسؤالك الأول: لا توجد آثار جانبية في استخدام هذا الدواء لفترات طويلة.

أما فيما يخص موضوع التأثير على الحمل والرضاعة: أنا أقول لك – وهذا نسميه بالقانون الطبي النفسي الذهبي – وهو أن الحامل يجب ألا تتناول أي أدوية خاصة في فترة تكوين الأجنة – أي الأربعة الأشهر الأولى – لكن هذا القانون لا نستطيع أن نقول أنه على الإطلاق، أي لا ينطبق في كل الحالات، لا، هنالك حالات تحتاج فيها المرأة لتناول الدواء أثناء الحمل، لكن هذا يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي.

أنا حقيقة أنصحك في حدوث الحمل أن تراجعي طبيبك مباشرة، وسوف يقوم بكل الإجراءات التي تضمن سلامة الجنين بإذن الله تعالى، ربما يعطيك أدوية بديلة، أو ربما تظلي على نفس الدواء مع متابعة لصيقة.

أما بالنسبة للرضاعة فأنا لا أنصح أبدًا بالرضاعة مع تناول دواء مثل السوركويل، وذلك لسبب بسيط: أن عشرة إلى عشرين بالمائة من تركيزات هذا الدواء قد تُفرز في حليب الأم، وهذا قد يؤثر على كبد الرضيع؛ لأنها في الثلاثة أشهر الأولى لا تقوى على ما يسمى بالتمثيل الأيضي أو استقلاب الدواء.

عمومًا هذه فنيات لا تزعجي نفسك بها، الأطباء موجودون وإن شاء الله تعالى تجدي كل المساعدة منهم، عيشي حياتك بصورة طبيعية، بكل قوة وكل إيجابية، تناولي العلاج، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جويانا الفرنسية د.احمد عمير

    جزاكم الله خير ونسأل الله تعالى ان يشفي كل مريض

  • جويانا الفرنسية د.احمد عمير

    ننصح بفحص النظرعند استخدام دواء كواتبين quetiapine

  • السعودية أمل

    نشكر الدكتور محمد على هذه الاجابة الرائعة
    شفى الله الاخت وشفاني ومرضى المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً